رغم التفاوض.. تحذير استخباراتي “أهداف بوتين لم تتغير”

حرير- بينما يتوجه كيريل ديميترييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى ميامي اليوم السبت من أجل لقاء المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، اللذين قادا على مدى الأسابيع الماضية مفاوضات مباشرة مع الجانب الأوكراني بحثاً عن خطة تنهي الحرب المستمرة منذ 2020، كشفت تقديرات استخباراتية أميركية أن أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تتغير.

فقد حذرت تقارير الاستخبارات الأميركية من أن بوتين يعتزم السيطرة على كامل أوكرانيا واستعادة أجزاء من أوروبا التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي السابق، وفقًا لستة مصادر مطلعة على معلومات الاستخبارات

وفي السياق، قال أحد المصادر إن تلك التقارير تقدم صورة مختلفة تمامًا عن تلك التي رسمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومفاوضوه، الذين قالوا إن بوتين يريد إنهاء الصراع، حسب ما نقلت وكالة رويترز.

كما أوضح مصدر آخر أن أحدث هذه التقارير يعود إلى أواخر سبتمبر الماضي.

كذلك تتعارض تلك المعلومات الاستخباراتية مع نفي الزعيم الروسي أنه يشكل تهديدًا لأوروبا.

من جهته، اعتبر مايك كويغلي، عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي أن الاستخبارات كانت دائمًا تشير إلى أن بوتين يريد المزيد.. والأوروبيون مقتنعون بذلك، بل إن دول البلطيق تعتقد أنها ستكون الأولى”.

خطة سلام وضمانات أميركية

يأتي هذا فيما يتفاوض الجانب الأميركي مع الأوكرانيين ومسؤولين أوروبيين وروس منذ أسابيع على خطة سلام من 20 نقطة، مؤكدين إحراز تقدم، رغم وجود بعض الخلافات المهمة بشأن مسألة التنازل عن أراض.

وكان آخر لقاء بين كوشنر وويتكوف بمفاوضين أوكرانيين أمس الجمعة في ميامي.

فيما توصل المفاوضون الأميركيون والأوكرانيون والأوروبيون يوم الاثنين الماضي في برلين إلى توافق واسع بشأن ما وصفه أربعة دبلوماسيين أوروبيين ومصدران مطلعان على الأمر بأنه ضمانات قوية مدعومة من الولايات المتحدة لأمن أوكرانيا ضد أي عدوان روسي مستقبلي.

وقال مصدر ودبلوماسي حينها إن هذه الضمانات تعتمد على موافقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على التنازل عن أراضٍ لصالح روسيا. لكن دبلوماسيين آخرين نفوا ذلك وأكدوا أن بدائل أخرى لا تزال قيد البحث، إذ إن زيلينسكي استبعد التنازل عن الأراضي.

كما أوضح الدبلوماسيون أن الضمانات، التي ستدخل حيز التنفيذ بعد توقيع اتفاق السلام، تنص على نشر قوة أمنية أوروبية في دول مجاورة وفي أوكرانيا بعيدًا عن خطوط المواجهة للمساعدة في صد أي هجوم روسي مستقبلي.

كما سيتم تحديد سقف الجيش الأوكراني عند 800 ألف جندي، لكن عدة دبلوماسيين قالوا إن روسيا تسعى إلى عدد أقل، وهو ما لا تمانع فيه الولايات المتحدة.

كذلك ستشمل الخطة الأميركية للسلام بحسب مصدرين مطلعين، دوريات جوية مدعومة من الولايات المتحدة فوق أوكرانيا.

إلا أنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان الكرملين سيوافق على مثل هذه الضمانات، لا سيما أنه رفض مرارًا نشر قوات أجنبية في أوكرانيا.

علماً أن بوتين لم يقدم أمس الجمعة أي تنازلات، رغم أنه قال في مؤتمر صحفي سنوي إنه مستعد لمناقشة السلام. وأضاف أن شروطه يجب أن تُلبى، إذ إن قواته تقدمت 6 آلاف كيلومتر مربع (2300 ميل مربع) هذا العام.

يذكر أن روسيا تسيطر على نحو 20% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك معظم لوغانسك ودونيتسك، المقاطعتين اللتين تشكلان قلب منطقة دونباس الصناعية، وأجزاء من مقاطعتي زابوريجيا وخيرسون، إضافة إلى القرم، شبه الجزيرة الاستراتيجية على البحر الأسود.

مقالات ذات صلة