تستمر الإذاعة بالثقة وسهولة الوصول والتنافسية

كتب حاتم الكسواني

الثقة ،وسهولة الوصول، والتنافسية ثلاثة محاور حددتها اليونسكو للإحتفال باليوم العالمي للإذاعة في نسخته الحادية عشرة  وكلها ممكنة التحقيق في عالم العمل الإذاعي.

فمما لا شك فيه بان الإذاعة كوسيلة إعلامية مازالت تحظى بثقة المستمع الذي يؤمن بمصداقيتها  ، ومرد هذه الثقة بالإذاعة ياتي بسبب هيكلها الإداري الذي يضمن  التوجيه والمرجعية لكوادرها ، فوجود هيكل إداري يقوده مدير عام  ومساعدان لإدارة البرامج والأخبار يجعل اليوم الإذاعي محكوم بأعراف العمل الإذاعي الذي يضمن المصداقية والتحقق من خلال إستقاء المعلومات من مصادر موثوقة والتحقق منها بالرجوع إلى أكثر من مصدر من المصادر التي تعتمد عليها الإذاعات ، ناهيك عن ثقة المستمعين بالإذاعة فطريا  من خلال معايشتهم لها عبر عديد من السنين.

أيضاً فقد عزز تراجع ثقة الناس بالمعلومات التي تصلهم عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي إلى زيادة ثقتهم بالإذاعة  وما تقدمه لهم من مواد برامجية وأخبار.

اما عن سهولة الوصول فقد تحققت للإذاعة إمكانياتها  بعد ظهور موجة ال F. M عالية الجودة والصفاء التي اضفت على البث الإذاعي جودة مكنتها من إستقطاب مستمعين جدد خاصة من فئة الشباب المولعين بسماع الموسيقى والأغنيات  التي تناسبها  موجة  ال F. M .

كذلك فإن  الرقمنة أتاحت فرصاً جيدة وجديدة  للإذاعات لتوسيع انتشار رسائلها، إذ أن إمكانية نقل البث الإذاعي على شبكة الإنترنت بالصوت والصورة منح الإذاعات منصة إضافية لنقل رسائلها غير بثها على موجات ال (اف ام) والموجات القصيرة و المتوسطة والطويلة.

كما مكنت التطبيقات الألكترونية الإذاعات و البرامج الإذاعية من الإعلان عن مواضيعها بشكل مسبق للجماهير وتلقي مشاركاتهم الصوتية او المكتوبة قبل موعد البث من خلال تحديد صفحات الفيسبوك والإنستغرام والواتساب الخاصة بكل برنامج من برامجها  .
وعزز من سهولة وصول الإذاعة لمستمعيها   امتلاك العديد من الإذاعيين لمهارات التعامل مع تكنولوجيا المعلومات التي مكنتهم من مواكبتها واستغلالها في خدمة برامجهم والتواصل مع مستمعيهم قبل البث واثناءه وبعده

و يجب على إذاعاتنا  الإهتمام بتكنولوجيا المعلومات  وتطويعها ومواكبة مستجداتها بشكل كامل ومنتج للإستفادة منها في الوصول إلى مزيد من  المستمعين  .

ولابد من الإشارة إلى ان الإذاعة تملك الكثير الكثير من إمكانيات المنافسة غير الثقة بمحتواها وسهولة وصولها للمستمع اللتان بيناهما آنفا.  فالثمن الزهيد للمذياع يجعله وسيلة شعبية متاحة لكل طبقات المجتمع، فيما تجعل  التطبيقات الالكترونية الحديثة المحطة المفضلة للمواطن متاحة له في اي بقعة من بقاع الأرض بشكل يضمن ولاء المستمعين لإذاعاتهم أينما ارتحلوا في بلاد العالم وأصقاعها  خاصة فئة المستمعين المولعين بالإذاعة  ومتابعة برامجها كالمتدينيين الذين يستمعون للإذاعات الدينية وإذاعات القرآن الكريم على مدار الساعة وغيرها من الفئات من ذوي الحاجة الخاصة الذين يناسبهم الإستماع للإذاعة ومتابعتها اكثر من باقي الوسائل الإعلامية الأخرى  .
و من المزايا  التي تعزز تنافسية الإذاعة، قدرتها على مخاطبة كافة قطاعات المجتمع  على مدار الساعة، فقد درجت الإذاعة على مخاطبة فئات الشباب والمرأة والطفل و كبار السن والعمال والطلبة والمهتمين بقطاعات الصناعة والتجارة والبيئة والبلديات ، كما انها تتيح لمستمعيها إمكانية التفاعل معها بنصف المشاركة بمعنى انهم يستطيعون ممارسة أعمال ومهام أخرى وهم يستمعون إليها كقيادة السيارة او الكتابة او الطبخ او الدراسة او الرسم والنحت، او ممارسة اعمال مهنية مختلفة كالحدادة والنجارة وتصليح الساعات والمعدات الكهربائية.. وغيرها الكثير الكثير من الاعمال.

وتلعب  ميزة انخفاض كلفة ثمن جهاز الراديو وتوفره في السيارات وعلى هواتف  المستمعين النقالة وكلف تأسيسها و تشغيلها امرا حاسما في إستمرارها ورفع قدرتها التنافسية.

 

 

مقالات ذات صلة