مبادرات الملكة رانيا رفعت من شأن المرأة وصقلت قدراتها وأدخلتها سوق العمل

حرير _ حضرت المرأة على أجندة جلالة الملكة رانيا العبدالله بشكل قيّم، إن لم يكن أساسا في كافة مبادرات جلالتها، التي بنيت على رؤى جلالة الملك في دعمه للمرأة وكل ما من شأنه أن يدعمها ويضعها في المكان الذي يليق بها وعلى الصعد كافة، لجعل المرأة الأردنية في مقدّمة المشهد المحلي سياسيا واقتصاديا وتنمويا.

اليوم والعالم يحتفي بيوم المرأة العالمي، يظهر بوضوح اهتمام جلالة الملكة رانيا بالمرأة، والأسرة والطفل، من خلال مبادرات عملية تصل للمرأة حيثما كانت تقدّم لها كل ما يؤهلها لتحقق تميزا في قطاعات مختلفة، ولم تكتف جلالتها بجعل المرأة أساسا على أجندتها باطلاق مبادرات أو برامج مختلفة، إنما حرصت جلالتها أن تكون مع المرأة في الميدان، والإستماع من النساء مباشرة لاحتياجاتهن والوقوف على تفاصيل حياتهن بعيدا عن الشكل النمطي.

جلالة الملكة التي تعمل إلى جانب جلالة الملك عبدالله الثاني لتساهم في ترجمة الرؤى الملكية بما فيه خدمة المجتمعات المحلية، وضعت أسسا للتعامل مع المرأة مبنية على أهمية تمكين المرأة في مختلف المجالات، على أن يكون أساسها تمكينها في التعليم، لإيمان جلالتها بأن التعليم هو مفتاح الوصول لكل ما هو ايجابي للمرأة والمجتمع، والوطن.

وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» حول حضور المرأة على أجندة جلالة الملكة، بدا واضحا أنها كانت جزءا أساسيا في كافة مبادرات جلالتها، سواء كانت تلك المتعلقة بالتعليم أو التنمية، أو التدريب، مركّزة على جانب التعليم لإيمان جلالتها أنه نور ينير أي نفق معتم، مهما كان حجم التحديات، فكان له الحصّة الأكبر عند جلالتها في برامج ومبادرات وجّهت للمرأة والطفل والمعلمين والبيئة المدرسية وغيرها من أشكال ايصال التعليم لكافة أفراد المجتمع بما فيهم المرأة.

ومن خلال جولات جلالتها في المدارس والتي زادت على مئات المدارس في محافظات المملكة، كانت تشاهد وتتابع البيئة المدرسية التي تفتقر إلى أبسط الأساسيات التي تحفز الطلبة على التعلم، وتلك الاحتياجات التي رأتها جلالتها على أرض الواقع في المدارس رسمت ملامح العديد من المبادرات والبرامج التي أطلقتها، فأطلقت مدرستي لإصلاح وتأهيل مئات المدارس في مختلف مناطق المملكة واهتمت بجعل هذه المبادرة فرصة للقطاع الخاص للمساهمة في توفير كل ما يلزم لإنجاح اصلاح المدارس وتحسين بيئتها التعليمية، وبعد أن أكملت مدرستي اصلاح العدد المقرر من المدارس، أصبح النهج متداولاً وانتشر لتقوم به مؤسسات مختلفة كجزء من مسؤوليتها المجتمعية وفي اطار العمل التطوعي الشبابي.

وفي مجال التعليم أيضاً، أطلق جلالة الملك إلى جانب جلالة الملكة جائزة المعلم المتميز التي حملت اسم جلالتها وترجمت اهتمامها بتقدير المعلمين الذين يؤدون رسالتهم بتميز، ومن خلال هذه الجائزة تفاعل المعلمون والمعلمات وتوسعت دائرة الجائزة لتشمل المرشد والمدير المتميز.

وفي ظل الاهتمام بالمعلمين فقط، جاءت فكرة انشاء أكاديمية لتدريب المعلمين ولم تنطلق اجبارية ولكن من خلال علاقات جلالة الملكة تم الاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال ووضعت لخدمة المعلمين والمعلمات من خلال دورات تدريبية مجانية قصيرة المدة توفر أحدث أساليب وطرق التدريس وادارة الغرف الصفية والاستثمار في الامكانيات المتاحة لتوظيفها في التدريس كوسائل تعليمية.

كما وقفت جلالة الملكة مع المرأة في حزنها كما في فرحها، فقد شاركت جلالتها أبناء وبنات الأردن في مناسباتهم المتنوعة ووقفت إلى جانب أسر مكلومة وفرحت مع أمهات حقق أبناؤهن أعلى مراتب النجاح وجلست في بيوت أهالي حمّلوها آمالهم وطموحاتهم، ومن زياراتها وانشطتها جاءت الكثير من القصص التلقائية بما فيها من الإنجاز للعديد من السيدات والشباب ممن فتحت لهن ولهم أبواب النجاح.

وفي قراءة اهتمام جلالة الملكة بالمرأة، وفي تمكينها تعليميا، يجب أن نؤشّر الى منصة «إدراك» التي كان لها الأثر الأكبر في تغيير حياة نساء «معلمات» بشكل كبير، وتغيير مجتمعاتهن نتيجة للاشتراك في المنصة، حيث أكدت معلمات اشتركن في «ادراك» لـ»الدستور» أن هذه المنصة أسست لحالة مميزة من تعليم المرأة، وسبقت تحديات المرأة ببدء التعليم عن بُعد منذ سنوات، والتدريب على التعامل معه، الى جانب ما تحقق لهن من تغيير لمجتمعاتهن.

المعلمة في مدرسة حوفا الأساسية المختلطة إيمان مطالقة أكدت أن تجربتها ثرية وهامة جدا مع منصة «إدراك»، مثمنة لجلالة الملكة رانيا اطلاق هذه المنصة التي جعلت من التعليم متاحا للجميع ولكل الراغبين بالتعلّم عن بعد، ومجانا وبعيدا عن ظروف التعلّم المباشر أو الدورات التي اعتدنا على المشاركة بها والتي يمكن أن تكون غير مفيدة المحتوى، أو المدرّب يؤديها عن غير رغبة نظرا لإزدحام ساعات يومه بالعمل، أو أن المتدرب يكون مضغوطا بالوقت، مما يدفعه لحضور جزء من ساعاتها، وكل هذه التفاصيل حتما غير موجودة في «إدراك».

وقالت مطالقه تجربتي مع «إدراك» كوني بنت قرية، وفي القرى تكون شبكة الإنترنت في بعض الأوقات ضعيفة جدا، وبعدما شاركت بعدد من مساقات إدراك قمت بإنشاء صفوف افتراضية، وساعدني بذلك زوجي وعدد من صديقاتي وأزواجهن بعمل إيميلات للطالبات، من خلال هواتفنا الخاصة وبعد ذلك قمنا بتوزيعها على الطالبات، وكل هذه المهارات قمت بمعرفتها من خلال إدراك، وفيديوهات ادراك، التي تبث عبر المنصة، وهذه بالطبع من أبرز ما تعلمت على المنصة ومن الأمور الهامة.

فيما أكدت المرشدة التربوية في المزار الجنوبي بمحافظة الكرك وجدان محمد الصرايرة أنها بدأت بالإستفادة من دورات إدراك منذ سنوات، منذ تأسيس المنصة فقد حصلت على عدد من الدورات، مثمنة لجلالة الملكة هذه المبادرة التي تدعم المرأة وتمكنها بشكل عملي في التعليم.

وشددت الصرايرة على أن إدراك تتمتع بمزايا مختلفة، فهي لا تحتاج لوقت أو اقتطاع أي وقت من يومك للدراسة من خلالها، إذ يمكن أن تتعلم خلال أي ساعة فراغ بيومك وبكل أريحية، وخلال ذلك تحصل على معلومات كثيرة ومفيدة جدا.

ومعلمة الرياضيات في مدرسة قرطبة الثانوية المختلطة في عمان منال المحاميد أكدت أن إدراك منحتها مهارات هامة جدا تستفيد منها خلال المرحلة الحالية تحديدا في جانب التعليم عن بعد، فدورات المنصة تمنح مهارة في تطبيق الصف الإفتراضي وحسابات الكترونية، سيما وأن هناك طلبة لا يملكون بريدا الكترونيا، فقمت بانشائه لعدد كبير للطالبات، وطبقت كل ما قمت بالتدرّب عليه.

وقالت «اليوم وفي تطبيق التعليم عن بعد، أستطيع أن أؤكد أني اطبق بمهارة ما تعلمته عبر منصة إدراك، وحتى أني كنت قد بدأت من قبل بخطوات كمنح واجبات ودروس عن بعد، والآن أصبح هذا الأمر سهلا، ولا أجد به أي صعوبة، ما يجعلنا نقدّم لجلالة الملكة الشكر الكبير».

واكدت انها لم تجد أي صعوبة عندما اللجوء للتعليم عن بعد مع بدء أزمة كورونا، «سيما وأني كنت منظمة صفوف افتراضية، فتابعت ما كنت أقوم به، وأقدم الدرس بطرق تكنولوجية، أخذت مهاراتها من إدراك».

وفي شأن آخر، شكّلت مبادرات جلالة الملكة رانيا العبدالله نقطة انطلاقة ايجابية لحياة كثير من السيدات، فكان لها وفق عدد من المستفيدات من هذه المبادرات، التقتهن «الدستور» وممن استفدن من دعم جلالتها لتصبح مشاريعهن علامة فارقة في مجتمعاتهن، الأثر الكبير في نقل حياتهن من مكان لآخر مليء بالإيجابية والإنجاز، والتفوّق على ظروفهن.

فاطمة الزعبي صاحبة مشروع «بيت ضيافة فاطمة الزعبي» في السلط، قالت انها بدأت مشروعها بعمل بيتي بسيط من خلال إعداد وجبات طعام في المنزل، وإعداد الخضروات وتغليفها للإستهلاك الفوري، ليتغيّر مسار حياتي بأكمله عند زيارة جلالة الملكة رانيا العبد الله لي، حيث اتسع عملي وأصبحت أعمل طعاما لمجموعات سياحية، وبمبادرة من جلالتها وسمو الأمير الحسين ولي العهد تم تنظيم ترس في منزلي وأصبحت استقبل مجموعات سياحية به.

وشددت الزعبي التي هنأت جلالة الملكة بعيد الأم على أن دعم جلالتها جعل من عملها مختلفا وأخذ منحى آخر، يخدمها وأسرتها وحتى مجتمعها، وتعدّ اليوم من أكثر الأماكن السياحية الجاذبة للسياح في مدينة السلط، وأصبح ضمن المسارات السياحية في المدينة المعتمدة.

بدروها، أكدت عبير شليخ مديرة مركز مبادرون معان أن جلالة الملكة نقلت العمل التطوعي الإجتماعي النسائي برمته لمكان أكثر تنظيما في محافظة معان بشكل كامل، فقد كنا تحديدا كجمعيات نسائية نعمل بشكل منفرد لتأتي مبادرة جلالة الملكة بدعم المركز بمبلغ من المال ليشكّل بعد ذلك مظلة للتشبيك بين كافة المؤسسات والجمعيات النسائية في المنطقة.

وقالت شليخ أن المركز يقوم الآن بعدد من النشاطات كالتدريب والتمكين، ودورات متعددة المضامين، وذلك يتم بتشبيك بين كافة المؤسسات ذات العلاقة، وبشكل أكثر تنظيما، وكل ذلك جاء بعد دعم تلقيناه من جلالة الملكة رانيا تمكنا من خلاله من انشاء قاعدة كبيرة من النشاطات والمراكز وكأن جلالة الملكة بذرت بذرة في أرض خضراء واسعة لتنبت عددا كبيرا من المشاريع التنموية والخدمية يعمل بها بشكل أساسي قرابة عشرين سيدة و(15) بشكل غير دائم من النساء والرجال، فهذا المشروع بات يخدم عشرات الأسر ويعمل بشكل حقيقي لتنمية المجتمع المحلي.

في هذه الشهادات الحيّة، وهي بطبيعة الحال جزء بسيط جدا من تجارب ثريّة خرجت بها المرأة نتيجة لدعم جلالة الملكة، تؤكد أن جلالتها تحتفل بالمرأة دوما، بمبادرات عملية، لتكون مثل هذه المناسبا رمزية نقرأ بها شيئا من هذه المبادرات والبرامج التي غيّرت من حياة نساء للأفضل، وأثرت على مجتمعات كاملة بشكل عملي بعيدا عن أي خطط تمتلئ بها الأوراق وتزدحم بها مكتبات تبقيها خطط صامتة.

مقالات ذات صلة