
عيب .. تعزية ومواساة
محمد عماره العضايله
انتقلت الى رحمة الله كلمة (عيب )بعد صراع طويل مع الزمن وامراضه الفتاكة ونتقدم للأمة وقادتها وشعوبهاباصدق مشاعر العزاء والمواساة بوفاة ” عيب ” فقيدة الادب والأخلاق.
كانت المرحومة
” عيب” رائدة في سلوك الآباء والاجداد فحكمت العلاقات المجتمعية والأسرية بأصول التربية الصحيحة والسليمة.
عزاؤنا بتلك الكلمة التي تلقيناها وعرفناها من الآباء والأمهات بكل حب واريحية لأنها ما قيلت الا لتعديل سلوكنا ولتكون منارة لنا في الحياة فكانت عيب مدرسة مختزلة في احرف.
عزاؤنا لمدرسة “عيب” التي خرجت أمهات صنعن مجتمعات وتخرج منها رجال ونساء بمعنى الكلمة فكانوا قادة في الشهامة والرجولة والأخلاق ومازلنا نتلذذ بسماع الأحاديث عن مسيرتهم .
خرجت كلمة “عيب” أمهات وزوجات صابرات واخوات رائعات.
أحرف “عيب “كانت جامعة بحد ذاتها وكانت دوراتها وتعلمها مجاني ومدفوعة التكاليف مسبقا.
علمتنا حروف “عيب”
كيف يجب على الصغير احترام الكبير وكيف يحنو الكبير عل الصغير واحترام الجار لجاره وتعزيز صلة الارحام بمحبة وتقدير .
كان الاب يقول لابنائه : “عيب ” عمك.. خالك… جارك… صديقك …ويقول : سامح ..انسى ..ارفع الخبز عن الطريق.
كان يقال للبنت”عيب”
لاترفعي صوتك أو لاتلبسي كذا وكذا فتربين على الادب والأخلاق بكل مافيها لأنهن أمهات المستقبل . كما اسهمت ” عيب” بتربية الاولاد والشباب على غض البصر وعدم رفع صوته اكثر من استاذه ومن كل الكبار والوقوف احتراما لهم ولكل الناس رجالا ونساء.
علمتنا “عيب” كيف كان يتحدث المسؤول سابقا صغر ام كبر لأنهم كانوا نماذج عالية في الترفع عن الألفاظ البذيئة والمسيئة لأنها تسيء للمؤسسة التي يعمل فيها وللمجتمع ككل ولانه صورة حقيقية للوطن وأهله.
“عيب” رحمها الله كانت مدرسة بل جامعة في الإرشاد والتوجية والتوعية.
كانت “عيب” رحمها الله جامعة في المعايير الانسانية والاخلاقية هذه المعايير كلها سواء ما ذكرت او غيرها فإنها بموت “عيب” ماتت والدليل اننا نشاهد كل لحظة الواقع ولا نغير فيه او نرفضه .
نشاهد الابادة في إخوتنا بغزه ولا تحرك فينا المشاعر هذه التي تبلدت لأننا نعيش حالة الموت بعد فقد “عيب” .
إلى رحمة الله أيتها الغالية و العزيزة والمربية الفاضلة والرائدة في الانسانية.
انا لله وانا اليه راجعون