مهزلة ترامب نتنياهو … مسرحية عبثية معيبة ابشركم ترامب يطلب منا تغيير ديننا.. ايدينا اوكت و افواهنا نفخت

عدنان_الروسان

تمخض الجبل الأمريكي فولد فأرا ، لم يتحقق المعنى الحقيقي لهذا المثل كما تحقق هذا المساء في واشنطن ، انتظرنا و انتظر العالم كله خطة ترامب و استبشرنا خيرا و قلنا ان صبر امريكا على اسرائيل قد نفذ و ان ترامب سيمسح الأرض بنتنياهو في لقاء اليوم و يفرض عليه وقفا للحرب و انسحابا من غزة ، فاذا بنا كنا نحلم ، احلام يقظة ، و اذا بالخطة أكثر مما تريد اسرائيل بعشرات المرات ، و تفاصيل الخطة باختصار شديد و كما سمعناها من ترامب نفسه هي :
• اطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين جميعا ودفعة واحدة الأحياء و النافقين
• القاء السلاح و تجريد ح-ماس من كل المعدات و الأسلحة التي تملكها
• تسليم مصانع الأسلحة التي تملكها المقاومة و تسليم خرائط الأنفاق
• منع حماس من البقاء في غزة و منع السلطة الفلسطينية من المشاركة في ادارة القطاع
• تشكيل حكومة مؤقتة من تكنو قراط فلسطينيين دون تدخل حماس او السلطة
• تشكيل مجلس سلام عالمي يكون رئيسه ترامب و بلير و رئيس وزراء بريطانيا اعضاء فيه
• الغاء السلطة الفلسطينية و لا حديث عن دولة فلسطينية
• فتح ممر آمن لقيادة حماس للخروج من القطاع الى اي دولة تقبلهم
• و شروط اخرى لا معنى لها
و كل هذا مقابل لاشيء ..
لا شيء على الأطلاق ، يعني ورقة استسلام كاملة الأوصاف من قبل المقاومة و تسليم القطاع لإسرائيل و امريكا ، طيب هل يعقل ان يقدم هذا العرض كفرصة لوقف الحرب ، يعني الغاء كل شيء فلسطيني السلطة و المقاومة و الشعب و مقابل لاشيء..
ثم ما ذنب السلطة الفلسطينة حتى يريدون محوها من الوجود ، وقعت على اتفاق اوسلو ، و قامت بالتنسيق الأمني مع اسرائيل ، و قتلت الفلسطينيين ، و قال رئيسها عن المجاهدين انهم اولاد كلب و قال للعرب ” ….. اختكو ” ، و بصم على كل ما يمكن البصم عليه، ماذا يريدون منه أكثر من ذلك..
ثم يقول ترامب انه يقدم هدية لا تقدر للشعب الفلسطيني ، و انه اذا لم تقبل المقاومة بخطته فسيدعم أسرائيل بكل قوة ، طيب شو بدو يدعمها أكثر مما دعمها ، و اين نتائج اللقاء مع زعماء الدول العربية و الإسلامية الذي عقد الأسبوع الماضي ، هل هذه مسرحية ام استخفاف بعقول العالم كله و على رأسهم العالم العربي و الإسلامي ، ثم يردف ترامب ان كل شعوب المنطقة العربية يوافقون على خطته ، طيب من اين اتى بهذه المعلومة..
ثم ابشركم …!!
اصر ترامب على ان ديننا ما بنفع ، و علينا أن نتبع الديانة الإبراهامية و قال ان اسم هذه الديانة الجديدة و التي قبل بها اربع دول عربية هو اسم جميل ، و رد نتياهو أن على الدول العربية و الإسلامية تغيير المناهج الدراسية التي تدرس الكراهية ضد اليهود ، و على العالم العربي ان يعترف باسرائيل كدولة يهودية,,
طيب ماذا يريد الزعماء العرب و المسلمين أكثر من ذلك حتى يعوا عمق المأساة التي تحل بنا ، معقول ان دولة صغيرة مثل كوريا الشمالية ” مطقعة ” لأمريكا و مش شايفيتها ، اسف على اللفظ لم أجد افضل منه لتوصيف الموقف و سبعة و خمسين دولة عربية و اسلامية غير قادرة على فعل شيء ، هل سنبقى بلشانين ببعضنا البعض ، هذا شيعي و ذاك سني و هذا كردي و ذاك عربي ..
لقد قلت أكثر من مرة أنه حينما يأتي وقت الذبح فسنذبح كلنا سنة و شيعة ، اغنياء و فقراء ، اكراد و عرب ، و ستعلوا اسرائيل علوا ما بعده علو ،و سنكون نعاجا في حظيرة ترامب و نتنياهو ، و حينها هناك لن يكون لنا متسع للنقاش هل احمد الشرع جاسوس او حزب الله حزب الولي الفقيه او ان الحوثيين لا يفهمون بالسياسة او ان ال سن وار عميل اسرائيلي ، سنذبح كلنا ، مخلصين و منافقين و سنقول ، ياليتها كانت القاضية ، و سيقول كثير من الزعماء المسلمين هلك عني سلطانية .. و سيكون العالم العربي كالفراش المبثوث ، و تكون أوطاننا ، اوطان سايكس بيكو كالعهن المنفوش … و الله يستر ما تفرض علينا أمريكا ان نتحدث باللغة العبرية ، و نصلي في المساجدعلى عزف البيانو اذا سمحوا لنا بابقاء المساجد…
أحلك لحظة في التاريخ العربي هي اللحظة التي نعيشها
مع هذا فأنا لا أكتب لأني متشائم و لكن هذا ما يحدث على أرض الواقع و ما نشاهده بأعيننا و نسمعه باذاننا.. نتناقش حول الموضوع بدون شتائم و تخوين ، فكل ذلك لا يفيد ، نتحاور هل تمر الصفقة أم لا … فما رأيكم و بهدوء
لكن الله يسمع و يرى ..
و اذا كانت أمريكا كبيرة فالله أكبر

مقالات ذات صلة