
آل شمّا تكتب عن النجومية بلا أثر والشهرة المباعة مقابل المحتوى الفارغ
في زمن امتلأ بالمنصات الرقمية، باتت الشهرة عند البعض مجرد حضور في المناسبات، وأطباق عامرة، وهدايا تُمنح بلا مقابل. نرى أشخاصًا يُعاملون على أنهم “مؤثرون”، لكن تأثيرهم لا يتجاوز حدود مقعدهم في الحفل. لا محتوى يقدَّم، لا صورة تُشارك، ولا قيمة حقيقية تُضاف.
النجومية الحقيقية ليست في الامتيازات المؤقتة، بل في القدرة على صناعة الأثر، وإيصال رسالة، وإفادة الناس بما هو مفيد. فما الفائدة من حضورٍ صامت لا يترك وراءه شيئًا يُذكر؟
الكثير ممن يُعاملون كـ”مشاهير” اليوم، يكتفون بالجلوس على الموائد وتلقي الهدايا، ثم يغادرون من دون أي أثر حقيقي. المؤثر الحقيقي ليس من يجلس على مقعد محجوز في الصفوف الأمامية، بل من يضيف قيمة تتجاوز حدود المناسبة، ويحوّل حضوره إلى رسالة وفكر وتجربة تنعكس على المجتمع.
في عالم السوشيال ميديا، ظهر ما يُعرف بـ”مشاهير الفلس”، الذين يمتلكون شهرة ظاهرية، لكن محتواهم فارغ وحضورهم مؤقت. معظم إعلاناتهم على السناب تُحذف بعد ثوانٍ من نشرها، دون أي أثر يذكر. الشركات تدفع لهم أموالًا كبيرة مقابل الترويج، على أمل الوصول إلى جمهور حقيقي، لكن النتائج غالبًا صفرية. الشهرة ليست مجرد عدد متابعين أو كليبات قصيرة؛ المؤثر الحقيقي هو من يترك قيمة ومحتوى وفائدة مستمرة، لا من يبيع الفراغ ويختفي.
للأسف، ظهرت مجموعات وأسماء تُسمى “مشاهير”، تجمع أفرادًا من مجالات مختلفة: ممثلين، مطربين، مصممي شعر، ميك أب آرتيست، وغيرهم، يحضرون كل افتتاح لنفس الأشخاص، ويعتقدون أنهم مؤثرون حقيقيون. المشكلة ليست في ثقتهم بأنفسهم، بل في أن منشآت التسويق التي تعتمد عليهم تخسر ماليًا، ولا تجني زبونًا واحدًا.
إذا كنت صاحب منشأة، سواء مطعمًا، مركزًا طبيًا، براند عطور أو أي منتج، فالنجاح لا يأتي عبر إرسال الدعوات لأشخاص معروفين باسم “مشاهير الفلس”. بل يتطلب وضع خطط تسويقية استراتيجية، واختيار مؤثر واحد له تأثير حقيقي على المجتمع، يمتلك محتوى يضيف قيمة، ويترك أثرًا مستمرًا.
ولعل ما نحتاجه اليوم ليس المزيد من الحضور الشكلي، بل حضور يضيف قيمة، ويصنع فارقًا، ويترك أثرًا حقيقيًا في الذاكرة والمجتمع هذه هي حقيقه الشهره المباعه مقابل المحتوى الفارغ نجوميه وهميه كفقاعه الصابون دمتم بخير.
الاعلاميه والكاتبه وفاء ال شماء