الجدران بين الدول تواصل إنتشارها

 حرير ـ خاص 

حاتم الكسواني

رغم تحول جدار الصين العظيم إلى معلم سياحي نظرا لتراجع مكانته كجدار حماية وصد لجيوش الأعداء ورغم سقوط جدار برلين بعد سنوات طوال من الفصل والقطيعة بين ما أطلق عليه ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية ، مازالت إستراتيجية بناء الجدران قائمة رغم القناعة أنها لاتمنع هجوما عسكريا ولا تصد إختراقا فكريا .
جدار بين تركيا وإيران 
أعلنت تركيا قرب انتهائها من بناء جدار عازل بطول 144 كيلومتراً على القسم الشمالي من حدودها المشتركة مع إيران والتي تبلغ حوالي 500 كيلومتر.
وذكر موقع “كرد برس” نقلا عن قناة “NTV” الناطقة بالتركية أن وزير الداخلية التركي “سليمان سويلو” قال للقناة إن الهدف من إنشاء هذا الجدار هو الحد من الهجرة غير الشرعية للمواطنين الأفغان عبر الأراضي الإيرانية.
ويمتد هذا الجدار بين محافظتي آغري وأيغدير التركيتين اللتين شهدتا عبور مئات الأفغان يوميا من إيران إلى تركيا ومرور المسلحين الأكراد من وإلى البلدين، وتهريب البضائع من تركيا إلى إيران .
ولكن  الوزير التركي ركز على قضية منع عبور المهاجرين الأفغان من إيران إلى تركيا كأهم قضية سيخدمها الجدار .
جدار بين أمريكا والمكسيك 
  في بداية ولايته الرئاسية وقع الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب أمرا تنفيذيا ، بشأن إطلاق مشروع بناء سياج على طول حدود الولايات المتحدة مع المكسيك.
ويعد بناء جدار لحماية حدود أمريكا مع المكسيك الوعد الأكثر رمزية إبان حملة ترامب الانتخابية.
و قال متحدث باسم البيت البيض في حينه  إن “بناء هذا الحاجز ليس مجرد وعد انتخابي، إنه خطوة أولى منطقية من أجل تأمين فعلي لحدودنا التي يسهل اختراقها”.
ومن الملفت بان رئيس الوزراء الأسرائيلي صاحب عقلية القلعة كما وصفه جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال قد كان من أول المباركين لخطوة دونالد ترامب ببناء جدار بين بلاده وجارتها المكسيك .

وكانت المكسيك قد عبرت عن أسفها وصدمتها بعد ترحيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقرار دونالد ترامب بناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك. وذلك بعد أن عبر نتانياهو على تويتر عن تأييده الشديد لقرار ترامب بناء الجدار بين البلدين. 

جدران إسرائيلية على طول حدودها مع الدول العربية 

توظّف إسرائيل “الجدران” والسياجات الحديدية لتحقيق سياساتها؛ فهي في الضفة الغربية لقضم الأرض، وفي غزة لعزل السكان، وعلى حدودها مع الأردن ومصر وسوريا ولبنان، بحجة “الأمن”.
وفي جميع الحالات، استخدمت إسرائيل الأمن، كمبرر لإقامة هذه الجدران الستة التي باتت تعزلها عن محيطها أو تعزل الفلسطينيين عن أنفسهم.
وفقط في حالة واحدة، وجه المجتمع الدولي انتقادات حادة إلى إسرائيل عندما أقامت جدارا عازلا يسير ملتويا في عمق الضفة الغربية، ملتهما ما يقارب 10% من مساحتها، ويعزل مدينة القدس الشرقية المحتلة عن محيطها الفلسطيني.
وفي مرتفعات الجولان السورية، فإن السياج مقام في داخل أراض محتلة.
وتقول لبنان إن السياج بمساره الحالي، يتضمن عدة خروقات، على خلاف ما هو الحال فيما يتعلق بالحدود المرسومة لإسرائيل مع الأردن ومصر ومع قطاع غزة.
واستنادا إلى ورقة حقائق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) على موقعها الإلكتروني فإن طول حدود الضفة الغربية تبلغ 330 كليومترا، أما طول حدودها من قطاع غزة فتبلغ 59 كيلومترا في حين أن حدودها مع الأردن تبلغ 307 كيلومترات، ومع مصر 208 كيلومترات، ومع لبنان 81 كيلومترا ومع سوريا 83 كيلومترا.
وبنت إسرائيل جدرانا على حدودها مع الدول العربية التالية :
1 – الضفة الغربية
أكثر الجدران تعقيدا وأكثرها إثارة لردود الفعل هو الجدار الذي أقامته إسرائيل في داخل الضفة الغربية، والذي أقرته الحكومة الإسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون في العام 2002،
2 –  قطاع غزة
شرع الجيش الإسرائيلي نهاية العام 2016 بتنفيذ قرار الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بإقامة جدار ضخم على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.
3 – حدود مصر
في شهر يناير/كانون ثاني 2010 قررت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو إقامة سياج على طول حدودها مع مصر وتم الشروع في إقامته في شهر نوفمبر/تشرين ثاني من نفس العام.
وكانت إسرائيل بررت آنذاك إقامة السياج الحديدي، الذي يتخلله مجسات الكترونية وكاميرات وأبراج مراقبة، بوقف تسلل طالبي لجوء من إفريقيا إلى داخل أراضيها ، ولاحقا، اعتبرت أن من شأنه منع تسلل مسلحين من سيناء المصرية.
واستنادا إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن السياج يمتد من رفح إلى ايلات على البحر الأحمر بطول 245 كيلومترا وبارتفاع 6 أمتار وبتكلفة تصل إلى 450 مليون دولار أمريكي,
وتم استكمال إقامته في العام 2013.
4 – حدود الأردن
شرعت إسرائيل بإقامة سياج حديدي على الحدود مع الأردن، في سبتمبر/ أيلول 2015 في ظل الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن السياج على الحدود الجنوبية الشرقية، مع الأردن هو بطول 30 كيلومترا ويمتد من مدينة إيلات إلى منطقة وادي يمناع (جنوب) حيث يجري بناء مطار دولي، مشيرة إلى أن الهدف من السياج هو حماية المطار.
وأشارت إلى أن السياج بارتفاع حوالي 30 مترا لمسافة 4.5 ويشمل أبراج مراقبة ومعدات متقدمة بتكلفة تصل إلى 85 مليون دولار أمريكي.
5 – حدود لبنان
في مايو/أيار 2017 شرعت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بإقامة سياج بارتفاع 6 أمتار في المنطقة الممتدة من رأس الناقورة وحتى إصبع الجليل على الحدود مع لبنان (شمال).
6 – سوريا
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يناير/كانون ثاني 2013 بإقامة سياج ما بين سوريا ومرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وأشار إلى أن السياج سيكون بارتفاع 5 أمتار.
وأعلن نتنياهو في سبتمبر /أيلول 2015 أن حكومته شرعت بالفعل بإقامة السياج، دون إعطاء مزيدا من التفاصيل عن تكاليفه او المراحل التي اليها الآن.
وعلى غرار الجدران الإسرائيلية هناك الكثير من الجدران التي بنيت في العالم من أبرزها:
الجدار الكوري: 
ويعتبر من أغرب الجدران في العالم، ذلك لأن السلطات الكورية الشمالية تؤكد أنه موجود، بينما تنفي كوريا الجنوبية ومعها الولايات المتحدة وجوده. وقد شيد جدار الفصل بين الكوريتين على طول المنطقة المنزوعة السلاح بين الجانبين والتي تمتد لمسافة 250 كيلومترًا بين عامي 1977 و1979م.
 الجدار المغربي:
قامت المغرب بتشييد هذا الجدار الرملي بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني في منطقة الصحراء الغربية، وهدفه الفصل بين أراضي المملكة المغربية ومناطق الصحراء الغربية التي تسيطر عليها جبهة “البوليساريو”.
الجدار العراقي – الكويتي:
بادرت الأمم المتحدة عام 1991 الى بناء جدار فاصل بين البلدين بإرتفاع 3 أمتار، بعد خروج القوات العراقية من الكويت.وهو عبارة عن سياج مكهرب وأسلاك شائكة يمتد بطول الحدود العراقية – الكويتية وتتم مراقبته بطائرات الهيليكوبتر.
الجدار الباكستاني – الإيراني
عمدت إيران لبناء جدار فاصل على طول حدودها مع باكستان، يبلغ سمكه 91 سنتيمترًا وارتفاعه 3 أمتار ويمتد على طول 700 كيلومتر. والهدف منه وقف الهجرة غير الشرعية والحد من عبور المخدرات.
الجدار الصيني – الكوري
أقيم السياج الحدودي الفاصل بين كوريا الشمالية والصين بهدف الحد من الهجرة غير الشرعية للكوريين الهاربين الى الصين. وصمم السياج بارتفاع 13 قدمًا وتشدد الحراسة عليه خاصة عند منطقة داندونغ الحدودية.
 سياج سبتة ومليلية
سبتة ومليلية هما مدينتان مغربيتان، تسطير عليهما إسبانيا منذ قرون، وتحيطهما بحواجز ليس من السهل تجاوزها.وأبرز هذه الحواجز، جداران سلكيان عملهما الأساسي الفصل بين المغرب ومدينتي سبتة ومليلية، وقامت بتشييدهما إسبانيا بين عامي 1995 و2000.
الخط الأخضر الفاصل بين جزئي قبرص
هو حاجز حدودي تحرسه قوات من الجانبين بين قبرص التركية في شمال الجزيرة وقبرص اليونانية في الجنوب منذ الغزو التركي للجزيرة عام 1974 ردا على انقلاب قام به القبارصة اليونانيون وأيدته أثينا. وتسيطر تركيا على أكثر من ثلث الجزيرة وفشلت جهود دبلوماسية متكررة لإعادة توحيدها.
 جدار بلفاست أو خط السلام
بني الجدار عام 1969، وهو من أشهر الجدران الأمنية في أوروبا. كانت مهمته الفصل بين الأحياء الكاثوليكية والبروتستانتية في بلفاست، عاصمة ايرلندا الشمالية خلال الحرب الدينية بين الطرفين.

مقالات ذات صلة