هذا ليس فناً… هذا تطبيع مع الإسفاف وامتهان لوعي الأردنيين

بقلم علا الشربجي

هل نحن .. الشعب الأردني .. نستحق هذا الاستحقار؟
هل نستحق أن يُخاطَب وعينا بهذا الاستخفاف، وأن تُختصر ثقافتنا بنكتة هابطة، ولغتنا بضجيج فارغ؟

فلنكن صريحين إلى حد الإزعاج …
ما يُقدَّم اليوم في الأردن تحت مسمى “فن” وخصوصاً الكوميديا ، لا يعاني من تعثر بل من انعدام المعنى.
نحن لا نشاهد أعمالاً ضعيفة فحسب، بل نشاهد تطبيعاً منظماً مع الرداءة ليتم تسويقه كترفيه ويُفرض على الناس وكأنه يعكسهم بينما هو في الحقيقة يستخف بهم.
الكلمات ليست كالكلمات الاردنيه و اللهجة ليست كاللهجة الاردنية و السلوك ليس بالأردني و لا الاخلاق و طريقة الاكل المتوحش المقرف .. هل يليق بنا نحن النشامى نحن اصحاب الشموخ و العزة و الرجولة ان يتابعنا العالم بهذه الكوميديا المنحطة !! من يفرض
علينا متابعتها ؟؟! و لماذا ؟؟

حين تتحول الكوميديا إلى ألفاظ رخيصة، وصراخ، ومطّ جُمل فارغة، فهذا لا يُسمّى جرأة، بل إفلاساً فكرياً مفضوحاً.
وحين تغيب الفكرة، يُرفع الصوت.
وحين يعجز النص، تُستدعى السوقية.

الأخطر من الإسفاف نفسه هو الدفاع عنه:
تبريره بأنه “قريب من الناس”، وتسويقه باعتباره “يعكس الواقع”، ومهاجمة كل من يرفضه بوصفه ضد الحرية.
لا… هذا ليس قرباً من الناس، بل احتقار لوعيهم.
وليس انعكاساً للواقع .. بل تشويهاً متعمداً له.

الفن ليس مساحة حيادية. هو أداة تأثير وبناء صورة وصناعة ذاكرة.
دول صنعت حضورها وهيبتها عبر فن يحترم العقل ويُراكم المعنى.
هوليوود اتّبعت القوى الناعمه لتغير مفاهيم شعوب العالم
بوليوود سوقت الهند على انها قطعة من الجنة و شعبها شعب ينبذ الابتذال و الانحدار في السلوك و نحن نجبر على مشاهدة طريقة مقرفة مقززة في الاكل و الكلام !!!
نحوّل الشاشة إلى ضجيج عابر، ثم نتساءل لماذا لا يبقى شيء، ولماذا لا نملك أثراً، ولماذا تُنسى الأعمال قبل أن تنتهي.

المشكلة ليست في نقص المواهب فالأردن مليء بها
المشكلة في غياب المعايير، وفي قبول الرداءة لأنها أسهل وتسويق التفاهة لأنها أسرع وتكريس الإسفاف لأنه لا يتطلب جهداً ولا رؤية.

الفن الذي لا يحترم جمهوره لا يستحقه.
والكوميديا التي تضحك على الناس لا معهم، ليست فناً، بل إهانة علنية.

وهنا السؤال الذي يجب أن يُطرح بوضوح، دون مواربة أو مجاملة:
الأردني ليس ساذجاً، ولا فقير ذائقة، ولا عاجزاً عن فهم الفن الحقيقي.
لكن ما يُفرض عليه اليوم يفترض عكس ذلك تماماً.

الفن الذي يدرّب الناس على تقبّل الرداءة لا يضحكهم…
بل يُفرغهم من قدرتهم على التمييز.
وحين يصبح الإسفاف سياسة فنية، فالمسألة لم تعد ذوقاً،
بل مسؤولية يجب أن تُحاسَب.
هذا ليس فناً قريباً من الناس، بل فنّ يحتقر الناس على مائدة الشهر المبارك .. رمضانكم استخفاف و إهانة لوعيكم و ثقافتكم
🤪اضحكوا مع الثنائي المرح

مقالات ذات صلة