نجاح عملية زرع أصابع يد مبتورة في لبنان جرَّاء حادث عمل

حرير- إنجاز جراحي شكَّل قفزة نوعية على مستوى النظام الصحي في لبنان؛ حيث تمت عملية إعادة زراعة أصابع مبتورة لشخص فقدها في أثناء العمل، بنجاح؛ وذلك في المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت (AUBMC). ماذا في التفاصيل؟

جراحة شكلت تحدياً كبيراً

أجرى الفريق الطبي في مستشفى الجامعة الأمريكية بنجاح عملية جراحية لإعادة زراعة أصابع مبتورة، في خطوة تُعتبر إنجازاً مهماً في مجال الجراحة المجهرية الدقيقة على مستوى المنطقة.

ويسلط هذا الإنجاز الطبي الاستثنائي والصعب، الضوء على الإمكانيات والقدرات والمهارات الاستثنائية التي يتمتع بها الأطباء في هذا المركز الطبي في بيروت، والتزامهم بدفع حدود وآفاق العلوم الطبية، كما يؤكد صلابة قطاع الصحة اللبناني رغم التحديات التي تواجهه.

اتسمت الجراحة بتعقيدات وصعوبات عديدة، لإعادة زرع أصابع اليد المبتورة لمريض تعرض لحادث عمل أدى إلى بتر أصابع يده اليسرى الأربع وقطع الأوعية الدموية بالكامل؛ بسبب ملامستها لمنشار كهربائي، لكن خبرة الدكتور يوسف بخاش، رئيس نقابة الأطباء اللبنانيين وجراح التجميل والترميم المتخصص في جراحة اليد والجراحة المجهرية في دائرة الجراحة في المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، أسهمت بشكل أساسي في نجاح الجراحة.

كيف جرت عملية زرع الأصابع المبتورة؟

استغرقت عملية زرع الأصابع المبتورة الجراحية الأولى نحو 10 ساعات، حيث عمل الأطباء بدقة لإعادة ربط جميع الهياكل الحيوية للأصابع. وتبعت الجراحة الأولى عملية جراحية ثانية استمرت لمدة 3 ساعات في اليوم التالي؛ بهدف تعزيز فعالية عملية إعادة زرع الأصابع ونجاحها على المدى الطويل.

وقد استعادت الأصابع الأربع التي تمت إعادة زراعتها الدورة الدموية الطبيعية، وتمت معالجة المريض بنجاح وتعافيه وخروجه من المستشفى بعد ستة أيام فقط من التدخل الجراحي وهو في صحة جيدة. وتُظهر سرعة التعافي؛ خبرة ودقة فريق الجراحة المجهرية الذي نفذ الجراحة.

تحديات واجهت الأطباء خلال تعاطيهم مع الحالة

“طرحت هذه الحالة تحديين: الأول، على المستوى التقني؛ إذ تبين أن حالات من هذا النوع نادرة جداً في لبنان، حيث تم بتر جميع الأصابع الأربع، وقد تم بذل جهود قيمة لضمان إعادة إيصال جميع الأصابع والحفاظ على اليد بأكملها. أما التحدي الثاني؛ فيتمثل بالجانب الإنساني، حيث كان من أولوياتنا الحفاظ على بنية وشكل ووظيفة يد الشاب الذي بُترت أصابعه؛ ما يمنحه القدرة على عيش حياة طبيعية”، صرح الدكتور جوزيف بخاش.

مضيفاً “في ظل الأزمة الاقتصادية المستمرة، التي أدت إلى الهجرة المتزايدة للعديد من جراحي التجميل والترميم المتخصصين، فأنا من بين عدد قليل من جراحي اليد الذين اختاروا البقاء في البلاد والقادرين على إجراء مثل هذه العمليات الصعبة. وبالتالي، فإن النجاح الذي تمَ تحقيقه يُشكل دلالة واضحة على قدرة الجسم الطبي اللبناني على تقديم أفضل الخدمات ذات الجودة بغض النظر عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد”. علماً أن دائرة الجراحة في المركز الطبي لا تزال تضم أكثر من 40 جراحاً من ذوي الخبرة، الذين يواصلون بتفانٍ القيام بالعمليات الجراحية المتطورة البسيطة والمعقدة مع نتائج تضاهي تلك التي يتم تحقيقها في أفضل المراكز الدولية، بحسب رئيس دائرة الجراحة الدكتور جمال حب الله.

مقالات ذات صلة