لماذا نلجأ إلى السَحَرَة والمشعوذين؟

حرير _ حادثة وفاة الطفلة ايمان على يد مشعوذ اثارت غضب الشارع الفلسطيني

 رئيس قسم الصحة النفسية في وزارة الصحة د. سماح جبر تحدثت عن شهادات مروعة..ضرب خنق، صعق بالكهرباء وتحرش!

 قبل أيام أعلن الناطق باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات، عن وفاة طفلة من ضواحي القدس على يد مشعوذ، ادعى أنه يحاول إخراج الجن من جسدها، هذا الخبر المفجع اثار غضبا كبيرا في أوساط الشارع الفلسطيني الذي طالب بمحاسبة كل الدجالين والمشعوذين.

قصة ايـمـان

إيمان طفلة لم تتجاوز الستة عشر ربيعاً لا تعرف معنى السحر والجن والشعوذة وحتى انها لا تعرف معنى أن تكون مريضة، أهلها كانوا يبحثون عن أي وسيلة لعلاجها وهي قد لا تكون مريضة اصلا، لكن  قلة الوعي والثقافة دفعت بأهلها للبحث عن علاج لها فما كان منهم إلا وأن لجأوا إلى مشعوذ .

إيمان المغلوبة على أمرها قضت ساعات طويلة  تحت الضرب والتعذيب على يد المشعوذ وهي تأن ألما وتقول  لمن  حولها أنا أموت، انه يقتلني، هل من منقذ ، أبعدوه عني ارحموني، إخوتي أبي : “إنه يكذب إنه يؤذيني إنه يقتلني لا يعالجني، لم أعد قادرة على أخذ نفسي”.

تسللت روح إيمان من بين أضلعها لتعانق السماء وتذهب إلى الأرحم منا جميعا عند رب العرش العظيم الرحمن الرحيم.

توفيت ايمان على سرير خصص لعلاجها من السحر كما ظن اهلها لكنهم لم يعلموا بانه أصبح نعشها التي ستموت عليه، وأصبحت إيمان جثة هامدة لتموت كل أحلامها وتقتل برائتها على يد هذا المشعوذ.

أسباب اللجوء إلى المشعوذين..؟

للوقوف على هذا الموضوع وأسباب اللجوء إلى المشعوذين والدجالين شاشة نيوز التقت بالدكتورة سماح جبر رئيس قسم الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية.

جبر قالت لشاشة: “السحر والشعوذة وادعاء الطبابة والدجل القديم والمعاصر ليس ظاهرة جديدة بل وجدت منذ قديم الزمان لكن المؤسف ورغم تقدم المجتمع والانفتاح على العالم  الا ان هذه الظواهر لا  تزال موجودة حتى الان ووفاة الطفلة ايمان ابنة الـ16 عاما التي أخذت الى انسان يدعي القدرة على علاجها وحاول اخراج الجن من جسدها  كما يدعي  فاجعة مريرة تصيب المجتمع الفلسطيني”.

 

وتابعت الدكتورة جبر “هذا الحادث الأليم يطرح علامات استفهام  كبيرة فأين المؤسسات العاملة في مجالي الصحة النفسية والطب ومدى اشرافهما على هذه الممارسات وكيف يجب العمل على الوقاية من هذه الممارسات قبل وقوع الفاجعة”.

وطالبت جبر عبر شاشة نيوز بمحاسبة الأهالي الذين يسوقون ابناءهم كالنعاج الى حتفهم كما حدث مع الطفلة ايمان.

ولفتت إلى وجود بعض الأعراض كسماع أصوات غريبة أو هلوسات لا يعني وجود سحر أو أرواح شريرة ولا يجب اللجوء إلى السحر والشعوذة  فهذه اعراض نفسية قد تصيب الجميع واللجوء إلى السحر والشعوذة يؤخر العلاج ويفاقم المرض وايمان اكبر دليل .

ضرب وتحرش وممارسات لا انسانية من المشعوذين

وحول تجربة الدكتورة سماح  مع حالات التقت بها بعد تجربتهم مع المشعوذين قالت جبر لشاشة نيوز: يوميا  اقابل أناس قد اصيبوا ببعض الاعراض النفسية لكنهم ظنوا ان ارواحاً شريرة في جسدهم او انهم تعرضوا للسحر والحسد فذهبوا الى من يدعي القدرة على العلاج  الأمر الذي فاقم حالتهم المرضية لان التدخل السريع لعلاج الامراض النفسية يساعد بالشفاء السريع لكن اللجوء الى الشعوذة يفاقم الحالة ولا يعالجها.

 

وعن شهادات من لجأ الى المشعوذين والسحرة قالت جبر استمعت الى شهادات صادمة حيث تعرض البعض  للضرب  وصعق الكهرباء والخنق عدا عن التحرش بحجة اخراج الارواح الشريرة من الجسد .

بدرونا في شاشة نيوز نتمنى أن تكون حالة إيمان رحمها الله الاخيرة وان لا تتكرر والعمل على ارشاد الناس على اهمية عدم اللجوء الى السحرة والمشعوذين باي شكل من الاشكال .

مقالات ذات صلة