أردني حمل أمّه إلى عرفة قبل 50 عاماً

حرير – تزخر حياة ضيوف الرحمن بقصص فريدة من نوعها، تعتبر دروساً في الحياة، عن التفاني والإخلاص وبر الوالدين، ومنها قصة الحاج الأردني عبدالحليم، الذي يروي تجربتين له تفصل بينهما 50 عاماً.

 

استذكر الحاج عبد الحليم جمعة يوسف، درساً في البِر تعلمه في حج هذا العام قائلاً لوكالة الأنباء السعودية (واس): لقد أديت قبل 50 عاماً الحج مع والدتي وكانت الخدمات حينها متواضعة مقارنة بما تشهده المشاعر المقدسة اليوم ، فحانت لحظة وقوفنا بمشعر “عرفة” وطلبت مني والدتي، رحمها الله، حينها أن أقوم بحملها إلى جبل الرحمة التي كانت تعتقد أن لاحج لنا إلا بالوقوف عليه ، فحاولت إقناعها بأن المكان الذي نقف به صحيح ، توضيحاً لها وخشيت عليها من مشقة الزحام وكذلك صعوبة حملها في ظل الأجواء الحارة التي كانت عرفة تمر بها آن ذاك فقالت لي : حملتك في بطني 9 أشهر ولم أشتك من تعب حملك فهل يضيرك حملي إلى هذا المشعر اليوم، فما كان مني إلا أن حملتها حتى صعدت بها إلى أعلى الجبل.

 

وأضاف : وفي هذا العام وبعد مرور تلك السنين حججت بصحبة ابني فهطلت علينا الأمطار في مساء الوقوف بعرفة، فاشتقت للاقتراب أكثر من جبل الرحمة إلا أن صحتي لا تساعدني ولا حتى عمري، فطلبت من ابني أن يحملني إلى الجبل فحملني بذات الطريقة التي حملت أمي حينها حتى أوصلني إلى المكان فتذكرت معه هذه القصة باكياً ومؤكداً له أن بر الوالدين دِين ودَين.. الأول يأخذك إلى الجنة.. والثاني يرده لك أبناؤك.

 

وتابع الحاج عبد الحليم: نعود وفي جعبتنا الكثير من المواقف والحكايات لكننا لا ننسى ما قدمته المملكة لنا من خدمات، لقد شاهدت كيف يتفانى الجميع في خدمة ضيوف الرحمن، ورأيت حجم التطور الكبير الذي شهدته المشاعر المقدسة والحرمان ، ففي السابق كان الحج مشقة رغم الإمكانات المتوافرة حينها، لكنه اليوم ميسر ومريح في كل مراحله، مثنياً على التفاعل الإنساني من القوات الأمنية والخدمية والصحية المتواجدة في المشاعر المقدسة التي وفّرت أقصى درجات الراحة والأمان لهم.

مقالات ذات صلة