مؤتمر المذيعين ” القدس في الخطاب الإعلامي والسياسي الأردني ” يؤكد إلتزام الأردن الوطني بقضية القدس ويدحض الإدعاءات الصهيونية بالإنتماء لها

حرير ـ عقدت جمعية المذيعين الأردنيين تحت رعاية الدكتور عبد الناصر أبو البصل وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية السبت 19 تشرين أول الجاري 2019  مؤتمرها الإعلامي الخامس تحت عنوان ” القدس في الخطاب الإعلامي والسياسي الأردني ” .

وقد تحدث في الجلسة الأولى للمؤتمر  المدير العام الأسبق لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ جرير مرقة حول القدس في الخطاب المرئي والمسموع الأردني ، مبينا الإهتمام الأردني المتفرد بقضية القدس إلى جانب السلطة الوطنية الفلسطينية ضمن فضاء عربي وإسلامي  فاقد للإهتمام المطلوب لمناصرتها ، حيث إعتبر بأن الإهتمام العربي بالقضية الفلسطينية لا يرقى مطلقا إلى مستوى خطورة الأحداث التي تعيشها القدس والمقدسيون وكأن القدس مدينة معزولة عن العالمين العربي والإسلامي .

وألقى مرقة الضوء على أبرز الملفات والموضوعات التي يتناولها برنامجه الأسبوعي ” عين على القدس ” الذي يبث على شاشة التلفزيون الأردني كنموذج حي يرصد التفاصيل الصغيرة والكبيرة لقضية القدس من خروقات وإعتداءات وتواطؤ للسلطات القضائية الإسرائيلية ضد المقدسيين ،كما يلقي الضوء على صمود المقدسيين وتصديهم للمخطط الإسرائيلي .

وبين مرقه بأن الخطر على المقدسيين والمدينة المقدسة يكمن في الأحداث الصغيرة  التي  لا تلتفت لها وسائل الإعلام والتي تهدف في ثناياها  إلى التضييق على المقدسيين وإلى إفراغ القدس من سكانها كقضية البوابات الألكترونية ، وباب الرحمة  وبيع العقارات عن طريق التلاعب بالوثائق والتزوير .

ولفت مرقه الإنتباه للحديث عن الوصاية الهاشمية من زاوية إعلامية مبينا  بان تجنب الحديث عنها إعلاميا ينطوي على شكل من أشكال التواطؤ  الذي بينه في النقاط التالية :

ـ عملت إسرائيل على تسييس الوصاية الهاشمية وسعت إلى تحويلها إلى نزاع بين الأردن ودول إسلامية أخرى كالسعودية وتركيا .

ـ حاولت إسرائيل تصوير الوصاية الهاشمية بأنها تنحصر بالولاية على المسجد الأقصى دون الحرم الشريف المكون من الأقصى وقبة الصخرة ومسجد عمر .

ـ تتخوف إسرائيل من الإقدام على المساس بالمسجد الأقصى إلى درجة إقامة الهيكل مكانه، إدراكا منها أن ذلك سيؤدي إلى نهاية كل شيء ، ونشوء زمن صراع تجوز فيه نبوءات غيرهم كما تجوز نبوءاتهم .

ـ ويرى مرقة بأن الولاية الهاشمية على الأماكن المقدسة وصمود المقدسيين هما العاملان الهامان اللذان يقفا في وجه المخططات الإسرائيلية تجاه القدس .

أما الأستاذ حيدر المجالي مدير التحرير في صحيفة الرأي الأردنية فقد تحدث عن القدس في الصحافة المكتوبة والألكترونية حيث اكد أهمية القدس في الوجدان العربي والإسلامي ، وأن الإعلام الأردني قد وجه بوصلته بالإتجاهات كافة نحو القدس

كما بين المجالي بان سلوكيات الإحتلال وإنتهاكاته للحقوق الأساسية للمواطنين الفلسطينيين  هي التي تقف خلف تنامي مشاعر الأحباط و اليأس بين المواطنين المقدسيين .

ولفت المجالي الإنتباه إلى تفوق الإعلام الإسرائيلي على الإعلام العربي في مجال نقل وجهات نظره وروايته حول المدينة المقدسة ،  و بين بأن هناك فارق بين معلومات الطالب الإسرائيلي والطالب العربي فيما يتعلق بقضية القدس بشكل لافت لدرجة أن الطالب العربي لا يستطيع الفوز  بمناظرة مع الطالب الإسرائيلي حولها وكذلك الأمر بالنسبة لتفوق مراكز الأبحاث والدراسات الإسرائيلية عند الترويج للقدس على أنها مدينة يهودية .

ودعى المجالي إلى تغيير في النهج لدى وسائل إعلامنا فيما يتعلق بقضية القدس حتى نستطيع ان نناصرها وننتصر لها .

وقدم الإعلامي  الأستاذ عامر الصمادي ورقة نقاشية حول القدس في وسائل الإعلام الأردنية معتبرا بأن قضية القدس والقضية الفلسطينية تمثل إلتزاما وطنيا أردنيا و أن الأردن يتحمل مسؤولية أدبية وأخلاقية تجاه  قضية القدس بسبب سقوطها بيد الإحتلال وهي جزء من المملكة الأردنية الهاشمية ولأن الأردن مرتبط بقضايا الوضع النهائي للقضية الفلسطينية مثل اللاجئين والمياه والحدود ،  وقال بأن الوصاية التاريخية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس هي درعها الواقي ضد المحاولات الصهيونية لطمس ثقافة الفلسطينيين وهويتهم .

وبين الصمادي بأن الأردن هو الوحيد  الذي لا تتأثر متابعة وسائل إعلامه لقضية فلسطين والقدس تحديدا بالعلاقة مع السلطة الفلسطينية مهما مرت هذه العلاقة بحالات من الصعود والهبوط .

ولفت الصمادي إلى ضرورة التوقف عن التحدث لبعضنا البعض عن قضايانا العادلة كقضية القدس وضرورة توجيه خطابنا للآخر

وكشف الصمادي عن المبادرة التي  سيتم إطلاقها مع بداية الربيع القادم من خلال برنامجه التلفزيوني ياطير الموجه للجاليات الأردنية في الخارج بالتعاون مع اللجنة الملكية للقدس وجمعية المذيعين الأردنيين  للقيام بحملة دولية لنصرة القدس والتعريف بعدالتها ، والتعريف بدور الأردن المحوري تجاهها  من خلال مواد إعلامية تنشر وتبث  بلغات متعددة  .

وحول  القدس في الخطاب السياسي فقد بين الدكتور غازي الربابعة أستاذ العلوم السياسية في الجامعات الأردنية عمق إرتباط الجيش العربي الأردني بالقضية الفلسطينية مبرزا بطولات افراد القوات المسلحة الأردنية في حرب عام 1948 ودفاعه المستميت عن مدينة القدس ، مستذكرا شهداءها الأبرار .

ولكن الدكتور الربابعة تساءل : كيف يستنكر الأردن الاعتداءات الصهيونية، ويمد أنبوب الغاز ويوافق على بناء قناة البحرين ؟
جاء  ذلك  في خضم تناوله ايجابيات وسلبيات السياسة الاردنية في خطابها المقدسي.
وأشار الربابعة ان الرئيس المصري أخطأ حينما ادخل مصر في اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني، محَولا الصراع العربي الصهيوني إلى صراع عربي عربي، على حد وصفه .

وقد تحدث الدكتور عبدالله العبادي أمين عام وزارة الأوقاف عن التراث  الثقافي الحضاري للقدس والدور الأردني في الحفاظ عليه ، حيث أبرز  حجم الإبداع في العمارة الإسلامية في القدس ودور الأوقاف في حمايتها والحفاظ عليها مؤكدا بأن كل الجهود الإسرائيلية لإثبات أية صلة لهم بالحرم الشريف ” الأقصى وقبة الصخرة ومسجد عمر” وما يحيط به  لدرجة عدم تمكنهم من العثور على قطعة زجاج صغيرة تثبت أي أثر لتواجد يهودي أو رواية تلمودية فيها .

مقالات ذات صلة