الرعب يدفع جميلات العراق للهرب الى الأردن

حرير _ قالت صحيفة العربي الجديد ان الرعب الذي يعتري الناشطات و خبيرات التجميل وعارضات الأزياء العراقيات بعد سلسلة القتل والتهديد والاغتيالات الاخيرة دفعت عددا كبيرا منه الى ما يمكن اعتباره هروبا من بغداد الى اقليم كردستان العراق أو دول عدة ابرزها الأردن.
وتشير الصحيفة في تقريرها الى انه على الرغم من استقرار نسبي ملحوظ شهده العراق منذ نحوم عام، خاصة بعد إعلان القوات العراقية فرض السيطرة على كامل أراضي البلاد وتحرير أجزائها التي كانت تحت سيطرة تنظيم “داعش” في كانون الأول 2017، لكن جرائم مروعة ظهرت أخيراً بدا واضحاً أنها معدة مسبقاً لاستهداف صنف محدد من النساء.

وكان مقتل ملكة جمال العراق السابقة تارة فارس، جرس إنذار لكثيرات من الناشطات وأخريات ممن اشتهرن بعدد كبير من المتابعين، والمختصات بالأزياء والجمال، خاصة أن مقتل تارة جاء بعد حوادث قريبة تؤكد وجود استهداف لهذا الصنف من النساء، إذ سبق هذه الحادثة بيوم واحد مقتل سعاد العلي، إحدى الناشطات في المجتمع المدني بمدينة البصرة، جنوبي البلاد، وسبقتها بأيام وفاة خبيرتي التجميل رشا الحسن ورفيف الياسري في ظروف غامضة، وهما تعتبران أشهر خبيرات التجميل في العراق.

والذي زاد من الرعب بين النساء المختصات في مجال التجميل والأزياء، ظهور ملكة جمال العراق للعام 2015 شيماء قاسم، وهي تبكي في مقطع فيديو مصور بثته على حسابها في إنستغرام، تؤكد تلقيها لرسائل تهديد بالقتل، وذلك بعد مقتل مواطنتها وصيفة ملكة جمال العراق تارة فارس بيومين.

وتساءلت شيماء في المقطع المصور بعدما كشفت عن تلقيها رسائل تهديد بالقتل “هل ذنبنا أننا خرجنا على الإعلام وأصبحنا مشهورين أن يتم ذبحنا مثل الدجاج؟”.

شيماء التي عُرفت بعملها في مجال الإعلام، استهجنت من يصف النساء المشهورات بأنهن “عاهرات”، مؤكدة في حديثها أن النساء الشهيرات اللاتي قتلن أخيراً هن “شهيدات”.

تلك الأحداث زادت من خوف نساء يعملن في مجالات الأزياء والتجميل وناشطات مدنيات، وهو ما أجبر بعضهن على الهرب خارج مدنهن أو الاختفاء بمساعدة ذويهن.

تقول ندى الأمير، وهي خبيرة تجميل تعمل لصالح صالون مختص بتجميل السيدات في العاصمة بغداد إن “هذه ليست المرة الأولى التي تتلقى فيها نساء يمارسن دورهن في دفع عجلة الحياة إلى الأمام تهديدات بالقتل. لقد أغلقت العديد من محال تجميل السيدات أبوابها بفعل انتشار الجماعات المسلحة المتشددة، خاصة في العاصمة بغداد قبل عدة سنوات”.

وتعتقد ندى، التي فضلت التوقف عن مزاولة عملها لفترة غير محددة، أنها أزمة مؤقتة وسوف تنتهي وتضيف: “اعتدنا كمجتمع أن نواجه تهديدات بالقتل تستهدف العاملين في مجالات معينة. فقد سبق أن استُهدف الحلاقون، وجاءت فترات استهدف فيها أساتذة الجامعات، وتارة أخرى استهدف الأطباء. يبدو أن الوقت حان لاستهداف فئة معينة من النساء”.

ندى تؤكد أن عدداً من النساء المشهورات في مجال التجميل وممن يملكن محال لتجميل السيدات هربن إلى محافظات إقليم كردستان، شمالي البلاد، بحثاً عن الأمان، وأخريات سافرن إلى بلدان أخرى، وبالنسبة لها تقول إن عائلتها تكفلت بحمايتها وإخفائها في أحد منازل أبناء عمومتها.

من جهتها، تجد الناشطة مريم الواسطي، التي عُرفت بمشاركتها المستمرة في تظاهرات ونشاطات مدنية عامة للمطالبة بالإصلاحات الحكومية ومحاسبة الفاسدين، أن حملات القتل التي تعرضت لها مشهورات في بلادها، ليست بعيدة عن جهات “عملت على تخريب البلاد والانتفاع منها منذ 2003 حتى اليوم”.

وقالت إن “هذه الجهات هي نفسها التي خرجنا منذ سنوات نتظاهر ضدها. إنهم الفاسدون الذين سرقوا ثروات بلدنا باسم الدين والديمقراطية، هم أنفسهم الذين يتحكمون بموارد البلاد”.

وأضافت وهي تتساءل: “من المستفيد من نشر الرعب بين الناس؟ من المستفيد من كتم أفواه الداعين للحرية ونشر المساواة وإعطاء المرأة حقها في التعبير وممارسة حقها في العمل وفعل ما شرعه لها الدستور؟”.

مقالات ذات صلة