هل يفقد ChatGPT شعبيته فى سباق الذكاء الاصطناعى؟

حرير- قبل ثلاثة أعوام فقط قلبت شركة OpenAI العالم الرقمي رأسًا على عقب بإطلاق برنامج ChatGPT، الذي سرعان ما أصبح مرادفًا للذكاء الاصطناعي التوليدي وروبوتات الدردشة، وخلال هذه الفترة، أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة كبيرة، وبينما حافظ ChatGPT على شعبيته الكاسحة، يبدو أن هذه الهيمنة تواجه اليوم تهديدًا حقيقيًا.

أفادت تقارير الأسبوع الجاري بأن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، أصدر تحذيرًا عاجلًا داخل الشركة، مطالبًا الموظفين بتسريع وتيرة تطوير ChatGPT، وسط مخاوف من تقدّم منافسين باتوا يشكلون تهديدًا كبيرًا لمكانة النموذج الأشهر عالميًا.

منافسة شرسة تتقدم سريعًا

شهد العام الأخير دخول عدد من النماذج المنافسة إلى الساحة بقوة، أبرزها Gemini من جوجل، و جروك و Perplexity المدعومان من إيلون ماسك، وClaude من Anthropic، ورغم اختلاف الأسماء، تعتمد جميع هذه الأنظمة على نموذج لغوي واسع النطاق يتم تدريبه على كميات ضخمة من البيانات، ثم وضعه داخل واجهة محادثة سهلة التعامل، وتتشابه هذه النماذج في أهدافها الأساسية لتقديم إجابات دقيقة وسريعة ومفيدة للمستخدم.

وتتضح الفروق التقنية في تفاصيل الأداء؛ إذ يُعد Claude بارعًا في الترميز، بينما يفيد Gemini من اتصاله الفوري بمحرك بحث جوجل ليقدم معلومات أكثر حداثة حول الأحداث الجارية.

وقد أظهرت مقاييس الأداء الحديثة تراجعًا نسبيًا لمكانة ChatGPT مقارنة ببعض المنافسين، إذ تدير منصة Hugging Face قائمة تقييمات متعددة المعايير تشمل قابلية الاندماج في النقاشات والسرعة والقدرات الفنية.

وتشير النتائج إلى صدارة نماذج جوجل المتقدمة، تليها نماذج Anthropic، ثم ChatGPT، كما طوّر باحثون اختبارًا جديدًا يُسمّى “الاختبار الأخير للبشرية”، يقيّم أداء النماذج أمام 2500 سؤال متقدم، وقد تصدّر Gemini القائمة، يليه إصداران لـ OpenAI، ثم Claude، مع بقاء النتائج أقل من 38%، ما يعكس فجوة واضحة بين قدرات البشر والآلات حتى الآن.

إلا أن هذه الاختبارات ليست مثالية؛ فالنماذج الجديدة قد تُدرَّب خصيصًا على تخطي مثل هذه التقييمات، ما يقلل من موضوعيتها، كما أن الأداء العالي في الاختبار قد لا يترجم بالضرورة إلى فائدة أكبر للمستخدم.

اختلاف الشخصية عامل حاسم قد يُفقد ChatGPT مكانته

بعيدًا عن المؤشرات التقنية، يكمن الاختلاف الأبرز في الشخصية الأسلوبية لكل نموذج، والتي تعتمد على طريقة تدريب كل شركة لنجد أن بعض الأنظمة تبدو أكثر مرحًا وأخرى أكثر اختصارًا وبعضها أكثر تفاعلًا أو حذرًا.

ويُعد هذا الجانب ملموسًا بشدة للمستخدمين، الذين بات بإمكانهم ملاحظة الفرق بين النماذج عبر الاستخدام اليومي.

انتقادات تطال ChatGPT بعد إطلاق GPT-5

وعندما أعلنت OpenAI عن GPT-5، بعد حملة تشويقية ضخمة، تفاجأ كثير من المستخدمين بطابع “باهت” في شخصيته، وأداء اعتبروه أقل ودًّا ومتعة، ورغم تسارع الشركة لتعديل النموذج وإتاحة العودة إلى الإصدار القديم، بقيت الانتقادات مؤشرًا على أزمة ثقة محتملة.

هل يفقد ChatGPT صدارته؟

ورغم كل هذه التحديات، لا يزال ChatGPT يحتفظ بلقب الأكثر شعبية بين روبوتات الدردشة على مستوى العالم، لكن التحذيرات المتتالية داخل OpenAI تعكس إدراكًا متزايدًا بأن المنافسة باتت شرسة، وأن أي تراجع سواء في الجودة التقنية أو التجربة الأسلوبية، قد يدفع المستخدمين إلى التحول نحو البدائل.

مقالات ذات صلة