
غزة بين قيد التهدئة وموت المقاومة
زياد فرحان المجالي
يوليو 4, 2025
بينما تتقدّم في الكواليس مبادرات دولية لوقف إطلاق النار في غزة، بدأت ترتسم على الطاولة صيغة “مُغرية” في ظاهرها، مقلقة في جوهرها: صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، مقابل تهدئة طويلة الأمد، وإعادة إعمار بإشراف دولي. في الظاهر، قد يبدو ذلك انفراجًا إنسانيًا مأمولًا، لكنه من منظور استراتيجي، كما تنقله مصادر إسرائيلية وغربية، ليس سوى محاولة لإخراج حماس من المعادلة الفلسطينية، لا عبر الحرب فحسب، بل من خلال تهدئة ناعمة، تُغلف بالضمانات وتُفرغ من المعنى.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبّر عن هذه النوايا دون مواربة، حين قال في اجتماع المجلس الوزاري المصغّر (الكابينت) الذي انعقد في أواخر حزيران الماضي، إن لا عودة لحكم حماس في غزة، لا كجيش ولا كسلطة. هذا التصريح، الذي مرّ في الإعلام الدولي بلا تمحيص كافٍ، يكشف أن المطلوب ليس فقط إنهاء القتال، بل إعادة هندسة المشهد السياسي الفلسطيني، وغزة تحديدًا، من دون أي حضور مقاوم.