استعادة نيتشه للتفكير في مصابنا بدولنا

وسام سعادة

حرير- عندما يتكلّم نيتشه عن الدولة في «هكذا تكلّم زرادشت» ويصفها بأنّها «ذلك الوحش البارد، تكذّب بكذب جليديّ: أنا الدولة، أنا الشعب» فعن أيّ نمط من الدول يسري عليه هذا الكلام في عالم اليوم؟

التوحّش والنفاق سيحيلان أكثر على نماذج الدول الفاشلة التي قامت على أنقاض الإدارات الاستعماريّة.

الدول التي تضمحل فيها «المؤسسات» لصالح «الأجهزة» والأجهزة لصالح «العصائب»، والشقاء فيها تداولٌ بين تمليش الأجهزة، و»تجهّز» الميليشيات و»تجهبزها».

لكن نيتشه ما كان يفكّر بعالم ما وراء البحار هنا في قولته. بل كان يستهدف من النماذج، أرقاها في زمانه، «الدولة البيروقراطية – الشعبيّة» الأوروبيّة إن صحّ التعبير.

تلك القائمة على جهاز دواويني تراتبي ضخمّ، هذا من جهة، وعلى المسعى لـ»تجسيد» الشعب، من الجهة الثانية، والاستقاء منه مصدر شرعيّة «استبداليّ» للشرعيّة المستقاة سابقاً من السماء. إنّما المحاكي في الوقت نفسه للشرعية السماوية المستعاض عنها.

مقالات ذات صلة