ماذا يريد الغرب منا؟

خولة الكردي

حرير- السؤال الملح دوماً ماذا يريد الغرب منا؟ على مدى سنوات طويلة وأقوال قادة الدول الغربية تناقض أفعالهم على أرض الواقع، فمنذ قيام الدولة الإسلامية بمختلف عصورها حتى انهيار الخلافة العثمانية، مرت الأمة الإسلامية بمراحل سمتها البارزة الصراع مع أوروبا، التي أعلنت الحرب على الدولة الإسلامية بحجج ومبررات يرفضها المنطق والعقل السليم، كانت الخلافة الإسلامية آنذاك السد المنيع أمام الهجمات القادمة من أوروبا والتي وسمت بوسم الحروب الصليبية المقدسة، طمعاً في انتزاع القدس وحكم العالم منها، لكن استطاعت الدولة الإسلامية صد الأطماع الغربية بكل قوة وصلابة، فاندحرت تلك القوى والتي تجمعت تحت رايتها جيوش أوروبا قاطبة، وبذلك انتهت الحملات الصليبية المقيتة، حيث كانت أكبر تهديد لوجود ووحدة الدولة الإسلامية.

وعقب تلك القرون الماضية أطل الاستعمار برأسه من جديد على الوطن العربي، وعانت الشعوب العربية من ويلات الاستعمار أيما معاناة وخرج منها مدحوراً، لكنه ترك خلفه جنيناً مشوهاً كبر في قلب الوطن العربي، ثم أُعلن قيام الكيان الصهيوني، وسارع الغرب ومن مشى في ركابه الاعتراف بالدولة المسخ، وبدأت مع نشوئه المأساة، مأساة الشعب الفلسطيني، تعرض لأبشع أنواع الاضطهاد والقتل وتدمير ممتلكاته ومصادرة أراضيه في محاولة لطمس معالم قضيته، حيث ذاق صنوفاً من الآلام والإذلال الإنساني، واستمر في نضاله إلى يومنا هذا، تخلل عقود كفاحه حلولاً عرجاء من الدول الغربية الداعمة للكيان لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن مقاومته لم تنطفئ جذوتها بل ازدادت اشتعالاً وتوهجاً، أهل الأرض رفضوا وما يزالون يرفضون أن يسرقها الغرباء شذاذ الآفاق، الذين استضافهم الشعب الفلسطيني وقاسمهم اللقمة وفتح لهم باب قلبه قبل بيته، وقتما طردتهم دول أوروبا المتبجحة بحقوق الإنسان، لكن الغدر يسري في عروقهم ولن يشفوا منه أبداً، وقطعوا اليد التي أحسنت إليهم! ونسوا أو تناسوا عن قصد أنهم عاشوا أزهى عصورهم في حضن الدولة الإسلامية.

حل الدولتين هذا ما توصلت إليه العدالة الغربية، دولة لليهود وأخرى للفلسطينيين، وحتى هذا الحل رفضه ويرفضه جميع قادة الكيان الإسرائيلي بلا استثناء. زرع الغرب الكيان الإسرائيلي لتحقيق أهدافه وليسهل عليه التحكم بالعالم العربي والإسلامي وسلب ثرواته، مخافة أن تظِله حضارة ذات أخلاق وقيم ومبادئ سامية وعقيدة لن تموت أبدا.

هذا ما يريده الغرب منا! أمة خانعة خاضعة لمصالحه، والتي لم تنته منذ إعلان بابا الكنيسة الكاثوليكية أوربان الثاني بدء الحملات الصليبية، وإلى الآن يكتوي العرب والمسلمون بمآلات ادعاءاتهم الباطلة ومزاعمهم الكاذبة، والتي تشكلت وتلونت مع مرور العقود، وما وجود الكيان المحتل إلا نابع من صميم أطماعهم وأحقادهم بوطننا العربي و الإسلامي الكبير.

مقالات ذات صلة