هل يلغي ترامب حق العودة؟؟.. رشيد حسن

الحقائق والشواهد تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن القرصان «ترامب «، لم يؤجل الاعلان عن صفقة، أو بالاحرى عن «صفعة» القرن، ولم يقم بتجميدها، كما أعلنت مصادر عربية، وصفت نفسها بالمطلعة، بل يقوم بتنفيذ عناصر هذه « الصفعة «…عنصرا.. عنصرا.

فها هي القناة الثانية الاسرائيلية تعلن بأن ترامب سيعلن نهاية الشهر الجاري، الغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، من خلال تنفيذه عدة خطوات اهمها واخطرها:
الاعتراف بنصف مليون لاجىء فلسطيني من أصل ستة ملايين لاجىء، مسجلين في سجلات وكالة الغوث الدولية « الاونروا»..
المصادر الاسرائيلية اشارت الى أن «ترامب» لا يوافق على تعريف « اللاجىء» كما ورد في وثائق «الاونروا» والامم المتحدة « وهو كل شخص ولد في فلسطين قبل 15 ايار عام 1948..وينطبق هذا الوصف على ابناء اللاجئين واحفادهم واحفاد احفادهم…الخ..
فاللاجىء في تعريف «ترامب» هو من ولد في فلسطين قبل 15ايار عام 1948، ولا ينسحب هذا التعريف على ابنائه واحفاده الذين ولدوا خارج فلسطين، بعد عام النكبة 48..
الخطوة الثانية التي سيعلنها القرصان هي : عدم تمويل مفوضية اللاجئين في الضفة الغربية، والطلب من اسرائيل اغلاق مكاتبها في الضفة الغربية..والطلب من الدول العربية أيضا، عدم التبرع «للاونروا»، لسد العجز في موازنتها، بعد ما قررت واشنطن تجميد تبرعاتها لهذه المنظمة الدولية البالغة حوالي «360» مليون دولار سنويا، وهو ما يهدد اعمال «الاونروا وبرامجها بالتوقف،وهذا ما حدث في قطاع غزة بالفعل، اذ توقف برنامج الطوارىء، الذي يقدم مساعدات، لاكثر من مليون لاجىء في غزة، وهو ما أدى الى الاستغناء عن خدمات عدد كبير من الموظفين، قدر عددهم بالف موظف..
وبوضع النقاط على الحروف..
فاعلان القرصان «ترامب» المتوقع بالغاء حق العودة، الذي أقرته الامم المتحدة، بموجب القرار «194» الذي ينص على حق العودة والتعويض معا، يعني ان الادارة الاميركية تنوي ضم هذا الملف الهام والخطير الى ملفي القدس والاستيطان، وهي الركائز والمحاور الرئيسة في «صفعة «العصر، وابعادها جميعا عن طاولة المفاوضات، ما يشي ان هذه « الصفعة « لم تعد مؤجلة، ولم تعد سرا، فها هو القرصان يعلن عن أهم ثلاثة مرتكزات لهذه الصفقة المؤامرة التي تصب في تصفية القضية الفلسطينية، من خلال تبني رؤية نتنياهو العنصرية الفاشية، ومن خلال تبني الرواية الاسرائيلية الملفقة.. المزورة.. الكاذبة.
القرصان « ترامب» مستمر في عدوانه الاثم على الشعب الفلسطيني، ومستمر في العمل على تصفية القضية الفلسطينية، ومستمر في دعم الاحتلال الصهيوني، ومستمر في التماهي مع رؤية المستوطنين الحاقدين..فيما الردود العربية والاسلامية والدولية على هذا العدوان الفاشي، لا تزال دون المستوى المطلوب…فلم ترق الى خطورة تهويد القدس والاقصى، ولم ترق الى خطورة اعتبار فلسطين كل فلسطين «ارض اسرائيل «، وحصرحق تقريرالمصير باليهود فقط، وحرمان الشعب الفلسطيني من هذا الحق المقدس، الذي تنص عليه كافة القوانين والمواثيق الدولية ومعاهدة جنيف الرابعة، ولن ترقى الى خطورة القرار المتوقع بالغاء حق العودة رقم 194، والحكم على ستة ملايين لاجىء فلسطيني بالنفي الابدي في اربعة رياح الارض.
ومن هنا..
نجد انفسنا مضطرين بالتذكير بقرارات القمم العربية والاسلامية، التي أكدت أكثر من مرة على قطع العلاقات مع الدول الي تعترف بالقدس العربية الفلسطينية المغتصبة، عاصمة للكيان الصهيوني..
ونسأل ونتساءل؟؟
هل سيكون مصير قرار الغاء حق العودة.. كمصير اغتصاب القدس.. والاعتراف بها عاصمة للكيان الغاصب ؟؟
وكمصير تدمير « الاونروا» من خلال تجفيف مواردها المالية؟؟
هل سيمر بدون صدى حقيقي ؟؟ بدون ردود افعال مزلزلة تقلب الطاولة في وجه نتنياهو وترامب ومن لف لفها من المعتدين الحاقدين؟؟
باختصار..
نراهن على شعبنا الفسطيني شعب الجبارين، شعب المرابطين في القدس والاقصى، ونراهن على شعوبنا العربية، والتي حتما ستكسر الصمت والخوف قريبا.. فقد بلغ السيل الزبى، ولم يبق شيئ تخاف عليه..
فها هي خفافيش الظلام وديدان الارض، تأكل لحمها الحي، وتغتصب مقدساتها، وتدنس حرماتها..
نراهن على شعبنا العربي.. بعد ان ثبت ان كثيرا من الانظمة غير قادرة على الخروج من مربع التبعية لاميركا..
نراهن ولن نيأس.. بأن الفجر..قريب.. وآت.. رغم انف نتنياهو وترامب..ومن لف لفهما..
ومن يعش يرَ..

مقالات ذات صلة