أمواج غزة تقتلع الميناء

محمد عمارة العضايلة

هي إشارة النصر عالميا وهي نكسة الصهاينة واعوانهم التي تجرعوا مرارتها والتي سيخلدها التاريخ باحرف من نور كما هي عنوان نكستنا ونكبتنا الثانية عام ٦٧ التي اضاعت القدس وكل فلسطين واجزاء من الأمة.
السابع من اكتوبر الخالد حطم الاصنام التي كدنا ان نعبدها في حديثهم اليومي عبر ابواق العبث والردة والخيانة بأن جيش العدو هو الجيش الذي لايقهر وأنه قوة الردع تلك التي تهاوت أمام جبروت المقاومة الباسلة .
أمواج بحر غزة التي تعمد بها السابع من اكتوبر ثارت هي الآخرى لتكون مع المقاومة وتجرف ميناء العار والتهجير الذي حاول صنعه نفطنا العربي بالتواطيء مع صهاينة الغرب ،كما شكل السابع من اكتوبر انعطافة كبيرة في صورة القضية الفلسطينية في العالم كله وحطم السردية والرواية الصهيونية الاميركية وربيبتها التي اتضح ان في اميركا وحدها اكثر من ٧٠ مليون يعتنقون الصهيونية كمبدأ لهم وعرتها واظهرت قبح العالم الغربي وقيم الحرية والتعبير التي صدعت رؤوس العالم بها وانها تموت حينما تطال الصهيونية وربيبتها لولا أولئك الأحرار الذين حركوا المياه الراكدة في كل الجامعات في الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
موج السابع من اكتوبر أكد مركزية القضية الفلسطينية وقدرتها على تحميع الأمة لأنها تجمع ولاتفرق فهي بوصلة التغيير والانعتاق لولا مرتزقة النفط الذين لوثوا القضية والامة هذا النفط الذي هو هبة ألله للأمة وسلاح العرب الذي ارتد ليكون موجها لصدر الأمة فساهم في احتلال العراق وتدمير سوريا عنوان الأمة ومزق ليبيا والسودان وكان براكين حمم على رؤوس الأهل في اليمن أو كما قال أحدهم:
وضع الحرب بغيرمكان الحرب
وحيث الحرب تقلد سيفين من الخشب
فمن أجل القدس وكل تراب فلسطين ومن أجل الحرية والانعتاق نموت ونحيا ومن أجل أن يذوق العدو كأس المرارة والخذلان والهزيمة والتهجير الذي طال شمال وجنوب الكيان في الأرض الفلسطينية المحتلة
ان موج السابع من أكتوبر عرى حلف الأفاعي الممتد من الدم إلى الدم وأظهر قبح وادران القطرية والكذب التي مزقت الأمة ونهشت لحمها وجعلت السوس ينخر في عظمها حتى أصبحت مسلوبة الارادة وبعضها يتباكى على الدمار والقتل في غزة ورغم هذه المأساة التي هي ضريبة التحرر والانعتاق متناسين النماذج العربية والعالمية فاميركا مثلا دفعت كما تذكر كتب التاريخ اكثر من ٣٥٠٠٠٠ ألف قتيل خلال عشر سنوات لتتحرر من الاستعمار البريطاني اما فرنسا فقد قتل منها اكثر من نصف مليون قتيل في حربها ضد الاحتلال الألماني حيث قتل ٢٧٠٠٠ ألفا من الجيش في يوم واحد وأكثر من مليونين من المشردين والمفقودين فالأمم لاتتحرر وتنهض الا بالدم الذي يروي ترابها لينبت ورد الاقحوان بدلا من الشوك ولتكون سماؤها صافية لاغربان فيها سوى الحساسين .
يوم النصر في السابع من اكتوبر قال للعالم ان غضبنا من نار ودمنا نار تحرق كل أشكال العبودية والاحتلال طال الزمن او قصر
فيا غزة ليس لك إلا الله فلا ترجين فزعة من دولنا فأكثرها مازالت محتلة وأن كانت بيارقها منصوبة فالناس فيها نامت وغلقت الأبواب
المجد والخلود للشهداء والاحرار اينما كانوا

مقالات ذات صلة