غزة تموت ونحن ننتظر !!

حاتم الكسواني

لا نفهم متى يغضب العرب ، فالمشهد بغزة يثير غضب كل من تسرى في عروقه دماء عربية .

اطفال غزة يصارعون برد الشتاء و سيول أمطاره التي اغرقت خيامهم وخطفت حياة أطفالهم  تيبسا من البرد .

نتنياهو  يستمر بإطلاق أوامر القتل والإغتيال والتصريحات والأفعال  المستفزة كإقتحامه اليوم لساحة البراق  وهي امور  تفصح عن نواياه بإستمرار فعل الإبادة والإعتداء على الحق الفلسطيني و الأرض العربية دون أن يحسب حساب لأي طرف عربي مستفيدًا من الدعم الأمريكي وغض النظر الأوروبي الرسمي عن افعاله المشينة  .

ترامب اليوم يفتعل امر موافقة 59 دولة للمشاركة بقوة الاستقرار في غزة  للإنتقال إلى المرحلة الثانية  من إتفاق السلام وفي هذا الامر يقول :

إن قوة تحقيق الاستقرار الدولية في قطاع غزة تعمل بالفعل، وأنه سيتم إضافة المزيد من الدول إليها .

وقال “لدينا سلام حقيقي في الشرق الأوسط وسنرى ما سيحدث مع حماس وحزب الله”، مبينا أن حماس قالت، إنها ستنزع سلاحها وسنرى ما إذا كان ذلك صحيحا أم لا.

أضغاث أحلام … نفس الإسطوانة المشروخة لتصريحات بلغة مبهمة تتكرر بحيث أننا لا نعرف مدى دقتها و  مصداقيتها .. ولكنها قطعا تدين  كل القوى وتحملها فشل سير خطة سلام ترامب إلا افعال إسرائيل فهي فوق كل ادانة او تجريم او إتهام فكل ما تقوم به إسرائيل باتفاق مسبق مع الإدارة الأمريكية وعلى رأسها رئيسها دونالد ترامب الذي يحمي ، ويضبب ، ويضمن إستمرار خداعنا وصمتنا وتقاعسنا .

كل تلك الأحداث الجسام  وكل هذا التلاعب الإسرائيلي والدولي بمصائرنا ومشاعرنا كمواطنين عرب لم تدفع مسؤولا عربيًا واحدا  ان يخرج علينا ليشرح ، ويوضح او حتى يعترض على كل او بعض مايجري …. أليس من حقنا ان نعلم حتى نحتاط او نقاوم بما نستطيع ولو بأضعف الإيمان .

كل ذلك لم يدفع مسؤولينا بأي مستوًى من المستويات للإجتماع وتدارس سبل المواجهة وأنواع الرد ومستوياته وفق ما يتيحه لنا وزننا السياسي ، وقوتنا الإقتصادية والعسكرية ، وموقعنا الإستراتيجي الذي يقرر حاجة العالم لنا.  وبناء عليه قوة تأثيرنا وتأثير قراراتنا .

وكل ذلك يعتمد على إرادتنا لأن نأخذ روح المبادرة ونقرر أننا قوة ذات  تأثير يستدعي فعلا رادعا لكل من يستهدف وجودنا و مستقبل أجيالنا وسلامة دولنا .

وحتى يأتي اليوم الذي تغضب فيه فإننا نوجه كشافات الإضاءة على صور المعاناة من غرق وموت التي تصيب خيام الغزيين وتفاصيل حياتهم  في كل صباح وليل وفي كل الأوقات .

فغزة تموت … ونحن ننتظر !!

 

 

مقالات ذات صلة