المثقفون قادة الرأي

محمد عمارة العضايلة

بعد مايسمى بالربيع العربي خفت صوت المثقف وقادة الرأي والنخب السياسية المؤمنة بالأمةوقضاياها العادلة علما ان المثقف هو صوت العدالة النابض والمؤمن بالحق والمساواة وهو حجر الزاوية في العبور للعالميةوالتحديث وصاحب الدور الأساسي في الوقوف بوجه الطغات والمحتلين للارض والفكر لأنه صاحب رسالة سامية وهو الحامي للاوطان من العبث والضياع والقادر على تشكيل الوعي وحراسة ثوابت الأمة وصمام الأمان وقت الشدائد كما أنه الأكثر قدرة على تحفيز الطاقات ونشر الأفكار البناءة وترسيخ الصورة النبيلة في كافة مجالات الحياة بعيدا عن البرمجة من قبل الاوصياء والقوى التي تعطل قوة الأمة لجعلة موظفا لغايات غير الثقافة والابداع والتأثير .
كم هي غصة في القلب والحلق ونحن نرى المثقف العربي الضعيف الذي لايرقى للتأثير في الواقع والأحداث الجارية في الأمة فما يجري في غزة يستدعي المثقف الحقيقي لرفض البربرية وحرب الأبادة والوقوف مع التحرير والمقاومة لأنه صاحب رسالة والمؤمن بأن الكلمة هي سلاح فعال في الحياة .
إننا نعيش اليوم بين ثنايا العجز والخذلان المغلفة بمبدأ الواقعية والله يعلم إنهم لكاذبون متناسين ان الشعوب تدفع الظلم والطغيان بالثورة فكم دفعت الشعوب من دماء أبنائها لتحرير اوطانها ولنا أمثلة كثيرة كالجزائر وجنوب افريقيا والروس والالمان والفرنسيين وغيرهم الكثير
فالملحمة التي تكتب حروفها بدماء أبنائها في غزة تستوجب منا جميعا ان ننتج مقابلها أثرا ثقافيا لأنها معيار أخلاقي إنساني.
ان دماء الأشقاء في غزة ايقظت في العالم الاحساس بالظلم والعمل من أجل التحرير ومحاربة الطغيان والسقوط الأخلاقي لكل دول الاستكبار والاستعمار بكل أشكاله فهي صفعة في وجه كل المدعين بالانسانية وحقوق الإنسان التي هي منهم براء.
مالذي حل بالامة فلا نسمع لمثقفيها وقادة الرأي الحقيقين اي دور فاعل بل أصبح دورا هامشيا غير مؤثر الم يستثيرهم الدمار والقتل ولا نقول الا كما قال الشاعر
عروبة اليوم أخرى لا ينم على
وجودها اسم ولا لون ولا لقب

مقالات ذات صلة