تلفريك عجلون…. حلم يقترب من الانجاز

عجلون – على وقع التشغيل التجريبي لمشروع التلفريك الذي طال انتظاره، سارع عجلونيون ولدى رؤيتهم للعربات أثناء تنقلها ما بين محطتي الانطلاق والوصول، لغايات ضبطها، بتوثيق مشاهداتهم وبثها عبر صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط فرحتهم بقرب تشغيل المشروع الذي يحلمون به منذ 3 عقود.
وتزامن التشغيل التجريبي للمشروع مع مطالبات مواطنين، بضرورة أن يكون المشروع جاذبا للسياح العرب والأجانب، باستكمال جميع المشاريع على امتداد خط التلفريك، وضرورة أن تكون كلفة الركوب مخفضة وبمتناول الجميع، ما سيشجع على زيارة المحافظة بأعداد كبيرة، وبالتالي ينعكس على عموم مناطق المحافظة والمشاريع السياحية فيها.
وكان الفريق الهندسي للمشروع قد بدأ الأسبوع الماضي بأعمال الضبط والمعايرة والفحص لكبائن التلفريك.
وقالت المهندسة أروى الحياري مدير عام المناطق التنموية، رئيس الفريق الهندسي لمشروع التلفريك، إن المواطنين والزوار لمحافظة عجلون سيشاهدون خلال الفترة القادمة كبائن التلفريك وعددها 40 (مغلفة بغطاء حماية وسلامة مؤقت) متنقلة بين الأبراج على حبل التلفريك أثناء خضوعها لعمليات الفحص والضبط والمعايرة من خلال استخدام حمولات وأوزان متعددة مخصصة لهذه الغاية لضمان كافة معايير السلامة العامة وتحقيقا لجميع متطلبات الأمان بدون السماح لأي شخص بدخول أو استخدام العربات وذلك بحسب الإجراءات الفنية المتبعة خلال هذه المرحلة لشركة دوبلمير النمساوية المصنعة للنظام، مشيرة إلى ان تلك الفحوصات ستشمل مراقبة السرعة والحركة وفحوصات مراقبة العزم ومقابض الكبائن وحركتها.
ويقول سمير الصمادي، إنه ومع بدء الاستعداد لعمل “تلفريك عجلون”، الذي يتوقع البدء باستقبال الزوار في حزيران القادم، فإن سكان وشباب المحافظة يأملون بأن يجدوا في المشاريع التي سينفذونها أو الاستثمارات التي ستقام على جانب المشروع مصدر رزق لهم، في حال أوفت الحكومة بوعودها التنموية للمحافظة، ما سيخرجهم من أوضاعهم المعيشية الصعبة، ويعمل على تنشيط مشاريعهم واستحداث المزيد من المشاريع الصغيرة والاستثمارات الكبيرة في المنطقة.
فراس حداد ومحمد الزغول، أكدا أن المشروع سيحدث نقلة نوعية وتنمية مستدامة في المحافظة في حال تم استثماره بالشكل الذي خطط له، من حيث دعم وإيجاد العديد من المشاريع الصغيرة ضمن مسار التلفريك.
وزادا أن المشروع يستوجب كذلك تطوير وتحسين الطرق والمرافق الخدمية الاخرى التي يحتاجها الزوار.
في ذات الوقت، يبدي صلاح أبو الروب وأنس جابر مخاوفهما، من أن تكون أسعار تذاكر الركوب مرتفعة، رغم عدم الإفصاح بعد عن أسعارها من قبل القائمين على المشروع، معتبرين ان ذلك يمكن أن ينعكس أثره السلبي على الفائدة المرجوة منه في تنشيط الحركة السياحية في المحافظة، داعين إلى تحديد أسعار تكون بمتناول غالبية الأسر.
ويقول خالد القضاة إن كثيرا من الشباب ينتظرون بفارغ الصبر تشغيل التلفريك ليطلقوا هم بدورهم مشاريعهم السياحية، على أمل أن يعتاشوا منها، ويوفروا عددا لا يستهان به من فرص العمل للشباب المتعطلين عن العمل.
وزاد أن هناك عشرات المشاريع السياحية القائمة التي ينتظر أصحابها أن تشهد المحافظة نقلة نوعية في الاستثمارات السياحية، وأن تصبح محافظتهم جاذبة للسياح ومحطة أساسية على الخريطة السياحية للمملكة.
ويقول حمزة شويات، إنه ينتظر تشغيل التلفريك، ليبدأ العمل في منتجع سياحي قام بتجهيزه مؤخرا، واعتمد فيه على طراز العمارة التراثية، باستخدام قناطر الحجر والطين.
وبين أن المشروع، يعتبر الأول من نوعه من حيث الطراز المعماري، الذي يستند على القباب، ويحتوي المنتجع على غرف فندقية ثنائية مميزة بجميع خدماتها الداخلية للإقامة والمبيت، وبرك سباحة ومطعم مع صالة بمساحة كبيرة، وتقدم فيها جميع المأكولات الشعبية، بالاضافة الى جناح خاص لعرض المنتجات والمطرزات التراثية والشعبية، كما سيوفر العديد من فرص العمل، ويكون حاضنة لتسويق المنتجات المحلية، وبالتالي إضافة نوعية للترويج للمحافظة سياحيا وبيئيا.
ولفت إلى أهمية عمل حملات ترويجية للتلفريك محليا وإقليميا وعالميا، وتوفير الدعم وتقديم التسهيلات لشباب المحافظة، من جهات مقرضة ومانحة لتنفيذ مشاريعهم التي من شأنها أن تسهم في عملية التشغيل.
ويؤكد عمران الشرع، والمشرف على أحد المخيمات السياحية إنهم يعقدون آمالا كبيرة على تلفريك عجلون، الذي ينتظرون تشغيله بفارغ الصبر، إذ أنهم يتوقعون زيادة كبيرة في أعداد زوار المحافظة، وبالتالي زيادة الإقبال على مشاريعهم السياحية من مخيمات ومنتجعات ومطاعم.
ولفت إلى ضرورة توسعة وتطوير وتحديث الطرق المؤدية من وإلى المحافظة ومشروع التلفريك، ومختلف المشاريع السياحية، ما يسهم بالنهوض بالمحافظة تنمويا وسياحيا، مؤكدا أهمية تجهيز المشاريع الأخرى التي سيحتاجها الزائر، كالمطاعم والاستراحات والمرافق الخدمية، ودعم الشباب وتدريبهم لإقامة مشاريعهم الخاصة.
من جهتهم، يؤكد المسؤولون في شركة المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والمناطق التنموية، أن الشركة وضعت خطة ترويجية متكاملة لمنطقة الصوان التنموية في عجلون، وتهدف إلى جذب رؤوس الأموال ورجال الأعمال والمستثمرين المحليين والاقليميين والدوليين للاستثمار في المنطقة، لتنمية الاقتصاديات المحلية فيها ومختلف الأنشطة السياحية والخدمية، وجذب السياح العرب والأجانب، وتشغيل الأيدي العاملة للمساهمة بالتخفيف من مشكلة البطالة.
وكان رئيس مجلس إدارة مجموعة المناطق التنموية والمناطق الحرة الدكتور خلف هميسات، أكد أن الفترة المقبلة، ستحمل لعجلون انجازات ملموسة في مجال تحسين البنى والطرق وتنويع الاستثمارات في المحافظة، سيما وأن مشروع تلفريك عجلون سيكون مشروعا وطنيا وتنمويا بامتياز، نقطة جذب لمختلف انواع الاستثمارات بامتياز، كالفنادق الخمس والأربع نجوم والمطاعم ومركز المؤتمرات والمحال التجارية ومختلف المشاريع السياحية، وليكون واحدا من أهم المشاريع الاستراتيجية لتنشيط الحركة السياحية في المحافظة، إذ سيوفر نحو 50 فرصة عمل، في حين ستوفر مشاريع الفرص الاستثمارية في المنطقة نحو 700 فرصة عمل.

الغد – عامر خطاطبة

مقالات ذات صلة