نصرة غزة .. التباطؤ المريب

حاتم الكسواني

خمسة أشهر وأكثر من الإبادة الجماعية في غزة ، استشهد فيها أكثر من 31 الف مواطن غزي وجرح أكثر من 70 الف والعالم كله يراقب المشهد دون إحساس ، تماما كالذي يشاهد فيلما سينمائيا  يعلم أن أحداثه غير واقعية .

هل إتفق العالم كله على إبادة المكان والإنسان في غزة والتخلص من سكانها المتبقين بالتهجير الطوعي أو القصري ، أو حتى بالإخضاع  لحكم الجلاد الصهيوني المدعوم امريكيا واوروبيا.

أمر يضع العقل بالكف … تضيع حقوق الفلسطينيين بحكم مستفيد ، ومتخاذل ومتعاون ومهوش .

– مستفيد يمثل دول الإستعمار كافة التي لها أهدافها في مواصلة السيطرة على المقدرات الإقتصادية للمنطقة العربية “نفط وغاز وذهب وموقع إستراتيجي ” .

ومستفيد من إنشغال قوى الإمبريالية العالمية الأوروبية والأمريكية بدعم وإنقاذ كيان الإحتلال الصهيوني من ورطته في إستكمال تكوين تكتلاته السياسية و مشاريعه الإقتصادية الكبرى ، وصنع النصر في معاركه التي تورط بها …. وكل هذا يستدعي إطالة زمن الحرب الدائرة في غزة بعدم التدخل الجدي لوقفها خاصة من قبل اقطاب عالمية لا بد أن يعنيها أمر سلام العالم وتوازنه وإستقراره كروسيا والصين .

– متخاذل غض الطرف عن كل واجبات الأخوة ووشائج القربى وعناصر الوحدة والمصير المشترك ، ذلك الذي طبع ووقع إتفاقيات السلام و التبادلات الإقتصادية والوحدة الدينية الإبراهيمية غير الشرعية ” إنما الدين عند الله الإسلام ” .

– متخاذل  تَاجَرَ ” باع واشترى ”  في القضية الفلسطينية ووصل لنقطة التضحية بالشعب الفلسطيني فلا نصره ،ولا فك حصاره عنه .

– متعاون وقف في صف الأعداء ،فشوه صورة الفلسطيني الشقيق ،وسهل إغتيال قادته،  وشارك في معركة عدوه  دعما وحصارا وأحيانا مشاركة فعلية في القتال معه .

– مهوش يحافظ على قواعد الإشتباك ، أو يحافظ على  إستمرار العلاقة مع العدو في حالة تجميد ووقف مؤقت … هم أخوة عرب وأشقاء مسلمون .

ولا يخرج العقل من الكف وهو يراقب تباطؤ محكمة العدل الدولية من إتخاذ قرار حاسم ضد إسرائيل كيان الفصل العنصري والإبادة الجماعية ، أو تباطؤ أمريكا صاحبة الكلمة في كل ما يقترفه الكيان العنصري و بمشاركة الإتحاد الأوروبي  ، أو تباطؤ الأمتين العربية والإسلامية في توحيد كلمتها بشأن العمل على وقف إعتداءات الكيان الصهيوني الفاشية ، وتباطؤ العالم كله في التدخل لوقف الإبادة الجماعية الجارية بحق الشعب الفلسطيني قياسا بالحالات التي تعامل العالم معها في مرات سابقة .

فهل اتفق العالم كله ، عدو ، وشقيق ، وصديق على إبادة الشعب الفلسطيني ؟؟

إنه تباطؤ  مريب !!!!!

مقالات ذات صلة