الفايز يرعى اطلاق الحملة العالمية لوقف العدوان على غزة
حرير – رعي رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز ، اطلاق الحملة العالمية لوقف العدوان على غزة ، التي اطلقتها جماعة عمان لحوارات المستقبل ، وتدعو بذات الوقت إلى العمل على معالجة الأزمة الصحية الإنسانية في قطاع غزة .
وستكون الحملة بست لغات وهي اللغات المعتمدة في الأمم المتحدة ، وهي حملة عالمية سيتم جمع التواقيع عليها ، بهدف إيجاد حشد عالمي لوقف العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة .
وعبر الفايز الذي اطلق الحملة اليوم الثلاثاء من مجلس الاعيان ، بحضور رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل الاستاذ بلال التل وعدد من اعضاء الجماعة عن دعمه الكامل للحملة ، واكد ادانته الشديدة للاجرام الاسرائيلي البشع ، والمجازر وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق ابناء الشعب الفلسطيني ، في قطاع غزه وكافة الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وبين الفايز ان خطاب جلالة الملك والدولة الاردنية بمؤسساتها المختلفة ، واضح وحازم وشديد اللهجة ، فقد وصف جلالته الاعتداءات الاسرائيلية بجرائم حرب ، مشيرا بذات الوقت الى مساعي جلالة الملك على المستويين الاقليمي والدولي ، لوقف هذا العدوان ومنع اسرائيل من استمرار جرائمها في قتل المدنيين العزل والاطفال والتدمير الممنهج ، وجهود جلالته الرامية ايضا الى ضرورة ايجاد افق سياسي لانهاء العدوان على الشعب الفلسطيني ، ورفض جلالته لسياسة تهجير الشعب الفلسطيني الى دول الجوار ، مبينا ان جلالته اكد جلالته ان التهجير القصري هو بمثابة اعلان حرب وخط احمر لا يمكن القبول به او السكوت عليه .
وقال ان جلالة الملك عبدالله يؤكد باستمرار ، على حتمية استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، وتمكينه من اقامة دولته المستقلة ، على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس ،مبينا الفايز ان المطلوب اليوم ، هو وجود موقف عربي فاعل لدعم صمود الشعب الفلسطيني ، ومساندة الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني ، على مختلف الأصعدة نصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، وحق الشعب الفلسطيني بالحرية والحياة والاستقلال .
وقال الفايز ان مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني تعبر عن ضمير الاردنيين ، فنحن في الاردن على الدوام مع اهلنا في فلسطين ، نساند كفاحهم ونضالهم ، ونشعر بما يعانون من حصار وتجويع وقتل وتدمير ، بسبب الاجرام الاسرائيلي ، والاردن بقيادته جلالته مواقفه ثابتة واضحة ، فنحن مع فلسطين ونضال شعبها من اجل الحرية والاستقلال .
واضاف الفايز ” اننا نؤمن بان قوة الاردن قوة لفلسطين ، ولهذا فان المطلوب تمتين جبهتنا الداخلية ، والوقوف خلف جلالة الملك عبدالله الثاني ، في دفاعه عن ثوابتنا الوطنية والقضية الفلسطينية ، وتصدي جلالته للممارسات الاسرائيلية العدوانية ” ، مستنكرا الفايز الصمت الدولي على حرب الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة .
وعرض الفايز العديد من التحديات التي تواجه عالم اليوم وقال ، ان منطقتنا تواجه اليوم تحديات كبيرة ، بسبب فشل المجتمع الدولي في التصرف بمسؤولية تجاه حل القضية الفلسطينية ، وعدم التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي بحزم ، لاجباره على تنفيذ عشرات القرارات للامم المتحدة ، التى تضرب بها اسرائيل عرض الحائط .
وقال ان العالم يعيش اليوم ، صراعات وازمات سياسية وحروب اهلية ، ادت الى قتل وتشريد مئات الالاف وانتشار الفقر والبطالة ، وتراجع النمو الاقتصادي وانعدام التنمية ، وانتشار قوى الارهاب والتطرف ، ورواج تجارة المخدرات ، واتساع الفجوة بين دول الشمال والجنوب ، وزاد من هذه التحديات جائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية وتأثيراتها على اسعار الطاقة والسلع والعدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
كما يواجه عالمنا اليوم انتشار الجوع والمجاعة في العديد من دول العالم ، ويدخل التغير المناخي كتحدٍ اضافي ليعمق أزمة الغذاء العالمية إلى مستوى مقلق ، اضافة الى انتشار تجارة السلاح على حساب قضايا التنمية في مختلف دول العالم ، والتي ادت الى المزيد من الصراعات في عالمنا ، حيث تشير البيانات ان إجمالي مبيعات الأسلحة لأكبر منتجي الأسلحة في العالم قد بلغ 592 مليار دولار في عام 2021 ، مبينا انه لو استخدمت هذا المبالع في قضايا التنمية ومواجهة الاحتباس الحراري والتغير المناخي ، لكان عالم اليوم مختلف وخال من الجوع والفقر والصراعات .
كما يواجه العالم مشكلة النزوح واللجوء الذي اصبح اليوم مشكلة تعاني منها مختلف دول العالم ، وتعود اسبابها الى ما معاناة الكثيرين من الاضطهاد والصراعات والعنف ، مشيرا بذات الوقت الى ان الفوضي التي تجتاح العالم وما يواجه من تحديات ، ادت الى اتساع الفجوة بين دول الشمال والجنوب ، وخاصة الفجوة التكنولوجية والتنمية المستدامة والاوضاع الاقتصادية والمعيشية ، وللاسف اصبحت دول الجنوب والتي تمتلك اغلب الثروات الطبيعية ، هي الاشد فقرا والاكثر معاناة ، من الصراعات والعنف وعدم الاستقرار السياسي والامني .
وتم خلال اطلاق الحملة عرض لطبيعة الحملة قدمها رئيس واعضاء جماعة عمان لحوارات المستقبل ، وبينت الجماعة ان قطاع غزة يشهد منذ أكثر من شهر ونصف كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يوشك نظام الرعاية الصحية على الانهيار التام، حيث قتل أكثر من 11,000 فلسطيني، وجرح أكثر من 27,400، وفقد أكثر من 2,700 آخرين، ونزح حوالي 1.5 مليون شخص داخليًا والذين يواجهون ظروفا إنسانية ومعيشية صعبة ومروعة، اضافة الى النقص الحاد في الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية بكافة انواعها، وانقطاع التيار الكهربائي الذي بدوره ادى الى انقطاع الاتصالات.
وقال التل إننا في جماعة عمان لحوارات المستقبل ، نوجه نداء عاجلًا إلى المجتمع الدولي لوقف الحرب الإسرائيلية ضد غزة ولاتخاذ إجراءات فورية ومستدامة لتخفيف معاناة المواطنين في قطاع غزة، ونبين انه من الواجب علاج هذه الأزمة بشكل شمولي، ليس فقط لمساعدة المتضررين ولكن لدعم حقوق الإنسان الدولية أيضا ومنع المزيد من الآثار الصحية الصعبة العالمية وتبعاتها الأمنية العالمية وذلك من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار ورفع الحصار والوقف الفوري للأعمال العدائية ، وضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية المستدامة وعلى نطاق واسع، بما في ذلك الإمدادات الطبية والغذاء والماء والوقود.
ومن خلال حماية ومساعدة المدنيين والحفاظ على صحتهم، بما في ذلك الفئات الضعيفة مثل الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن وذوا الإعاقة والجرحى، وتوفير خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي، وضمان التوزيع العادل للمساعدات لتلبية الاحتياجات الأساسية والمتخصصة ، اضافة الى توفير ضمانات البنية التحتية ونظام الرعاية الصحية والإصلاح العاجل للبنى التحتية الحيوية وحمايتها ، مثل المستشفيات والمدارس والطرق والمرافق (المياه والكهرباء) للحفاظ على الصحة والرعاية الاجتماعية، إلى جانب دعم العاملين الصحيين وتقديم الخدمات الصحية دون اية عوائق ، والعمل على إنشاء مناطق آمنة مستمرة وممرات إنسانية ودعم الحق في العودة للنازحين ، مع ضمان الاعتراف بحقوق الإنسان الأساسية وتوفيرها، مثل الحصول على المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية.
وبينت الجماعة ان التوقيع على الحملة والعريضة ، يبعث برسالة قوية إلى الهيئات الدولية المسؤولة عن التدخل في الأزمات الإنسانية، وهذا يمثل خطوة نحو حماية أرواح المدنيين الأبرياء ومنع تصعيد الأوضاع لتصبح أكثر سوءا.