الهيدروجين بديل لغاز الاحتلال

رامي خريسات

حرير- من بين الأمور الحيوية للتخلص من اتفاقية غاز إسرائيل هي البناء على أربع مذكرات تفاهم تم توقيعها منذ أيام في وزارة الطاقة ثلاث منها لإنتاج 500 ألف طن من الامونيا الخضراء، والرابعة لإنتاج ما مقداره 1 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.

الهيدروجين الأخضر يشكل الأساس الأهم في توليد بدائل الطاقة المستقبلية، وأهميته تنبع من أنه يعالج عيوب الطاقة المتجددة، وهو والامونيا المستخرجة منه أصدقاء للبيئة لا ينفثون الكربون، بل يبثون الاكسجين الصحي المفيد اقتصادياً.

من عيوب الطاقة المتجددة وفق التجربة الأردنية اننا لم نملك القدرة على تخزينيها لأنها كان يجب أن تكون مربوطة بجانب محطة توليد او أماكن استهلاكها، ولا يمكن نقلها وتخزينها إلا بشكل مكلف في بطاريات خاصة، واخيراً الطاقة الكهربائية المتولدة ليلاً تكون فائضة وتضيع هدراً.

‏على العكس الهيدروجين الذي ينقل بالشاحنات أو عبر الأنابيب هو الأنظف وينفث الأكسجين بدل الكربون الضار بالصحة المفيد لقطاعات المستشفيات والاستخدامات الصناعية.

‏أفضل انواع الهيدروجين لإنتاج الطاقة في الأردن هو الاخضر: لا يحتاج للطاقة الأحفورية سواء كانت نفط او غاز او فحم لإنتاجه، بل يمكن الاعتماد على الطاقة المتجددة من شمس او رياح لتوليد الكهرباء التي تقوم بتحليل الماء إلى عنصري الأكسجين والهيدروجين وإذا تفاعل الهيدروجين مع النيتروجين خرجنا بالأمونيا الخضراء التي هي كذلك مصدر للطاقة وتستخدم في صناعة الأسمدة مما يعزز الأمن الغذائي الأردني.

من مزايا الهيدروجين ان وزنه المنخفض يسهل نقلة بالشاحنات، وتخزينه اقل كلفة وأسهل فنياً وهذه ميزة أخرى تجعله يتفوق على طاقة الرياح والشمس والتي عانينا من عدم القدرة على تخزينها مما دفع الحكومة التوقف عن شرائها من المواطنين افراد وشركات.

يمتاز الهيدروجين بحاجته لفترة زمنية قصيرة لتعبئته في الحافلات مقارنة بشحن البطارية المستخدمة في الحافلات الكهربائية، ومن الدول الرائدة في هذا المجال أستراليا التي تنتج كميات ضخمة منه رغم قلة عدد السكان، ورغم بقعتها الجغرافية النائية إلا أن نظرتها طويلة المدى جعلتها تهتم بتصدير الهيدروجين إلى أوروبا واليابان. وللعلم الحكومة الأسترالية ستخصص 65 مليون دولار اميركي لإنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر التي ستوفر حوالي 16 ألف فرصة عمل.

الهيدروجين يمكن خلطة بنسبة لغاية 20 % مع الغاز الطبيعي المصري مثلاً، والتخلص من استعمار الغاز الإسرائيلي الذي لا نريده ان يستفيد من الاقتصاد الأردني في ظل وحشيته، وبالمجمل الهيدروجين وكهربة كل ما تقع عليه اعيننا في المجتمع تصب في ضرورة دعم مذكرات التفاهم وقوننتها وتقديم التسهيلات للإسراع في إنجاح هذا المشروع الحيوي لاقتصادنا بما يكفل تخفيض فاتورة وديون قطاع الطاقة الأردنية وتشغيل الأردنيين والأهم استقلالية قرار الطاقة الوطني.

مقالات ذات صلة