لماذا تصطف أمريكا مع العدو الصهيوني

كتب حاتم الكسواني

الأشهر تمضي ومازال فرض وقف لإطلاق النار في غزة مطلبا عصيا على التحقيق ، فالعدو الصهيوني مازال مصرا على إستمرار حربه الهمجية وفرض إستراتيجيته العدوانية القاضية بإبادة شعب غزة وإجبارهم على النزوح إلى أرض غريبة خارج وطنهم لتحقيق أهدافه المعلنة بضم غزة إلى أرض إسرائيل والتوسع بها وتحويلها إلى مستوطنات لشذاذ الأرض لينعموا بخيراتها ” نفطها وواجهتها البحرية وأرضها الزراعية ” وإقامة مشاريع دولتهم وداعميها الامريكيين والأوروبيين الإقتصادية على أرضها و المتمثلة بمشروع قناة بن غوريون البديلة لقناة السويس  ومشروع الممر الإقتصادي الذي يمتد من الهند إلى ميناء حيفا النقطة التي يصل إليها المشروع و  المقابلة  للموانئ الأوروبية على الواجهة الجنوبية الأوروبية  ، والذي أُعتبرت حرب غزة ، بل وجود غزة المقاومة الفلسطينية خطرا عليه .
وبحسب موقع “أيراس” الهندي، فقد “أثارت حرب غزة مخاوف بشأن أمن مسارات عبور هذا الممر، وانخفضت ثقة الشركات والمستثمرين في جدواه  الإقتصادية  .

ووفقاً لباحثين في معهد المبادرات البحثية العالمية، فإن نتائج حرب غزة تؤدي إلى تأخير أو توقف تنفيذ مشروع الممر الاقتصادي، حيث لا يمكن تجاهل الآثار طويلة المدى على جميع أنحاء الشرق الأوسط لهذه الحرب.

من أجل ذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الإستعمار الأوروبي القديم ، تصطف مع أهداف الكيان الصهيوني الذي تعتبره القوى المتطلعة للحرية والإستقلال قاعدتها المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط التي  لن تتخلى عنها إلا بهزمها وهزم أهدافها وأشكال إعتداءاتها المتعددة علينا.

وعليه فإن العدو الصهيوني يضغط اليوم حتى تأتي نتائج أية إتفاقية لوقف إطلاق النار  في غزة على مقاسه ومقاس مخططاته .

وبالمقابل فإن المقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية حريصة على عدم إجهاض التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الفلسطيني في غزة ، كما أنها حريصة على ضرورة ان يكون أي إتفاق ملائم لحجم هذه التضحيات وعذاباتها من تجويع وتعطيش وعدد شهداء تجاوز 28 ألف شهيد واكثر من 60 ألف جريح .
فقد تحملت غزة وأهلها كل جرائم العدو الصهيوني من قصف للمستشفيات ، والمساجد ، والكنائس، و حصار للمدنيين العزل ، وتجويعهم ، وتعطيشهم ، وقصفهم عشوائيا دون تمييز من قبل سلاح طيران ومدفعية الجيش الإسرائيلي الصهيوني ،  وتحملوا نعتهم بالحيوانات البشرية ، والتهديد بقصفهم بالأسلحة النووية وكل الوان الإجرام الصهيوني التي شكلت أبشع أنواع الإبادة الجماعية والإعتداء على حقوق الإنسان وكرامته وحقه بالحماية أثناء الحروب .
وبالمقابل أيضًأ  فإن الفلسطينيين الذين حققوا إنتصارات ميدانية على الصعيد العسكري إعتبرتها كل أمم الأرض نوعا من أنواع البطولة والصمود غير المسبوقة لمقاومة شعبية لحركة تحرر وطني على جيش،من أقوى جيوش العالم وأهمها بما يملك من تكنولوجيا متقدمة وأسلحة دمار شامل لا يمكن لهم أن يرضوا  بإجهاض ماحققته مقاومتهم وحاضنتها الشعبية ، ولن يقبلوا  إلا بإتفاقية كريمةٍ تُكرمُ  تضحيات شعبهم وعظمة إنتصاراته .
إلا أن نقطة الضعف التي أعترت معركة طوفان الأقصى و نتائجها المشرفة ،هي المتخاذل العربي الذي لم يصطف بالشكل المناسب إلى جانب أهل غزة وتضحياتهم وعزف عن إستخدام وزنه الدولي كمنظومة عسكرية وبشرية وإقتصادية ، كما تخاذل في تفعيل قرارات محكمة العدل الدولية باتخاذ إجراءات مكملةٍ تردعُ العدو الصهيوني ، كقطع العلاقات الإقتصادية وتجميد إتفاقيات السلام والتطبيع معه والضغط بقوة عليه لوقف إطلاق النار وإيصال مساعدات الماء والغذاء والدواء لأهل غزة .
ويبقى الأمل معقودا على أن تصحو الأمة وتقوم بواجبها في منع العدو الصهيوني من إجتياح رفح ومواصلة عملية الإبادة الممنهجة التي يقترفها ضد أهلنا هناك … فما زالت الورقة الأخيرة بين أيدي الأمتين العربية والإسلامية … فهل يفعلون ذلك ؟!

مقالات ذات صلة