من سبل معالجة الفقر والبطالة وأشياء اخرى …. بلال حسن التل

المسؤولية الاجتماعية مصطلح حديث. يقصد حث الشركات والاغنياء على المساهمة بحل مشكلات مجتمعاتهم خاصة مشكلة الفقر، وكذلك تطوير هذه المجتمعات، من خلال دعم البحث العلمي، أو تمويل الجامعات وتطويرها، وهو مفهوم يكاد يكون معدوما في بلادنا،وفي الحالات القليلة التي يحاول فيها البعض الظهور بمظهر من يؤدي دوره باداء المسؤولية الاجتماعية، فإنه يفرغها من مضمونها الحقيقي، عندما يحولها إلى مجرد اعلان عن ذاته او شركته، أو تهربا من الضرائب.علما بأن بعض صور المسؤولية الاجتماعية في بلدنا ملزم قانونيا،فهناك نصوص قانونية تلزم الشركات بدعم البحث العلمي، وهو مالايتم الا فيما ندر!.

وعلى ذكر الإلزام القانوني، لابد من ان نتذكر، بأنه ان كان مفهوم المسؤولية الاجتماعية مفهوما حديثا بالنسبة للكثير المجتمعات خاصة الغربية منها، فانها بالنسبة لنا ضاربة الجذور في تاريخنا، بل هي دينا ملزما، فهل الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، التي لايصح اسلام بدونها، أعني بها ركن الزكاة الملزمة لكل غني، وعلى الدولة قتال من لايؤديها، كما فعل خليفة رسول الله صلى عليه وسلم، لأنها حق المجتمع في أموال الاغنياء، لقوله تعالى (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل المحروم).

ان مصارف الزكاة تجسد مفهوم المسؤولية الاجتماعية، باروع صورها التي لم تصل إليها المجتمعات الحديثة، اولها محاربة الفقر بكل صوره ودرجاته، حتى وصل الأمر إلى الدرجة التي كان فيها صاحب الأمر يبحث عن فقير يعطية فلا يجد.

ومن صور المسؤولية الاجتماعية في الزكاة، انها تساهم في استقرار المجتمع وتماسكه، من خلال تحرير العبيد لتخليص المجتمع من مفهوم العبودية، وتحقيق مبدء المساواة، وكدلك من خلال سداد دين المعسر و تأمين المسافر الذي تقطعت به السبل، وغير ذلك من سبل الرقي بالمجتعات. فما أحوجنا اليوم إلى تطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية كما جاء بها ديننا من خلال الزكاة المفروضة، والصدقات الطوعية ، فان هذا المفهوم والفهم من سبل خلاصنا من أهم مشاكل بلدنا أعني بهما الفقر والبطالة.ناهيك عن دعم طلاب العلم.

مقالات ذات صلة