أزمة البحر الأحمر

موسى الساكت

حرير- طريق باب المندب هو أسرع طريق بحري يربط ما بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، وتعطل حركة الملاحة سينتج عنه تراجع في اقتصاديات الكثير من الدول والأهم قد يؤخر في بدء تخفيض أسعار الفائدة عالمياً.

الأردن على سبيل المثال يصدر عبر هذه الطريق أكثر من 20 % من مجموع صادراته أهمها الأسمدة، ويستورد من خلاله أكثر من 30 % من مجموع مستورداته أهمها الأقمشة عبر هذا المنفذ.

 

التعطيل والتأخير في سلاسل التوريد أثر على شركات كبرى حيث توقف بعضها في أوروبا عن الإنتاج، كما أن التأخير في تسليم البضائع ووصول مدخلات الإنتاج سيتسبب حكماً في ارتفاع الأسعار.

هذه التهديدات التي طالت أحد أهم الممرات البحرية في العالم ستؤثر سلباً على النمو الاقتصادي. أما أسعار النفط والتي لم تتأثر حتى الآن بسبب عدة عوامل أهمها؛ أن هناك وفرة في المعروض، وتراجعا عاما في الطلب بسبب النمو الاقصادي الضعيف، ولكن برأي إذا استمرت الأزمة سيكون هناك ارتفاع ملموس في أسعار النفط والذي سيؤثر حتماً على أسعار السلع بشكل كبير، وسيؤثر بالتالي على النمو الاقتصادي المتوقع، ويؤثر حتماً على تأخير خفض أسعار الفائدة بسبب الضغوطات التضخمية.

الشيء الجيد أنه ما زال اقتصاد أغلب الدول قادرا على استيعاب صدمة سلاسل التوريد بسبب وجود مخزون كافٍ، أما في حال استمرت الأزمة، فسيؤثر على النمو الاقتصادي في هذه البلدان وتحديدا في الاقتصادات الناشئة، وهذا سيكون له عواقب اقتصادية كبرى، خصوصاً في ظل النمو الضعيف المتوقع أصلاً هذا العام، وقد ينتج عنه ارتفاع الأسعار، وزيادة حجم البطالة، وتراجع في الاستثمار وبالتأكيد تأخر في خفض اسعار الفائدة.

مقالات ذات صلة