الأردن: المستقبل الآمن والمنجز في ليبيا يتطلب مغادرة جميع القوى الأجنبية

حرير _ شارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الجمعة، مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني، في أعمال المؤتمر الدولي حول ليبيا في باريس الذي استضافه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برئاسة مشتركة مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس وزراء إيطالية ماريو دراغي، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وبمشاركة رفيعة المستوى من ممثلي الدول والمنظمات الدولية المعنية بالشأن الليبي.

وقال الصفدي خلال كلمة ألقاها، بأنه “يتشرف بالمشاركة مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني في هذا المؤتمر الذي يُشكل إسهاماً وازناً في جهود حل الأزمة الليبية”، مُشدداً على “وجود فرصةٍ لتحقيق هذا الحل، حيث إنّ التحرك بشكل سريعٍ وفاعلٍ للوصول إليه هو ضرورة لأمن ليبيا والمنطقة”.

وأضاف الصفدي بأن “آلية حل الأزمة تتجسد في قرارات مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك القرارين 2570 و2571، ومخرجات مؤتمر برلين 2 حول ليبيا، وعبر العديد من المؤتمرات التي عقدت في الصخيرات والقاهرة وغيرها”.

وأكّد الصفدي في كلمته، بأن الحل “يُقرره الليبيون، ويصنعه أشقاؤنا الليبيون وحدهم”، لافتاً إلى أنّ “المصالحة الوطنية والأمن والسلام الذي يسعي الجميع لتحقيقه في ليبيا، لا يمكن إنجازه إلا من خلال عملية يقودها وينفذها الأشقاء في ليبيا”.

وشدّد الصفدي أن “المملكة تقف بالمطلق إلى جانب الأشقاء في ليبيا، وهم يمضون في خطوات التوصل إلى هذا الحل، وخصوصاً فيما يتعلق بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 كانون الأول/ديسمبر المقبل”.

وثمّن الصفدي، “عالياً جهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وما أنجزته من تقدّم لتنفيذ وقف إطلاق النار الذي تمّ الاتفاق عليه في العام 2020”.

وأكّد “بأن المستقبل الآمن والمُنجِز لأشقائنا في ليبيا يتطلب مغادرة جميع القوى الأجنبية من ليبيا، وجميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب”.

واختتم الصفدي كلمته بالقول “نثق بقدرة إخواننا الليبيين على إنجاز هذا الحل، وتملك ليبيا، ويملك أشقاؤنا الليبيون كل مقومات بناء مستقبل خالٍ من الصراع، وخالٍ من التهديد لأمنهم ولأمن جوارهم، ومليء بالفرص لمواطنيهم”.

‏‎وصدر عن المؤتمر بيان ختامي، أكّد فيه المشاركون على الالتزام بدعم العملية السياسية في ليبيا وصولاً إلى حلٍ يُنهي الأزمة، ويُفضي إلى تحقيق مستقبل أفضل للشعب الليبي.

وكما تضمّن البيان جملةً من الخطوات التي تمّ الاتفاق على دعمها، ومطالبة المؤسسات الليبية والفرقاء الليبيين للقيام بها، لا سيما فيما يتعلق بالعملية السياسية في ليبيا، واستعادة الأمن، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، والحفاظ على ثروات ومقدرات الشعب الليبي.

‏‎والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، ورئيس الكونغو دنيس ساسو نغيسو، ورئيس النيجر محمد بازوم شاركوا في أعمال المؤتمر، إضافة لرؤساء وزراء، ووزراء خارجية، ووزراء دولة وكبار مسؤولين من الجزائر، وتشاد، والصين، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، واليونان، والكويت، ومالطا، والمغرب، وهولندا، وقطر، وروسيا، وإسبانيا وسويسرا، وتونس، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.

كما شارك رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، والممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، والأمين العام لجامعة الدول العربية وأمانة المجلس التنفيذي للمجموعة الخماسية لمنطقة الساحل في أعمال المؤتمر. ‏

‎إلى جانب ذلك، التقى الصفدي، على هامش مشاركته في المؤتمر، بوزراء خارجية مصر، والمغرب، والكويت، والجزائر، وروسيا، وسويسرا، وهولندا، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي والأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث بحث معهم سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتحضيرات لعقد المؤتمر الدولي لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والذي سيعقد برئاسة المملكة والسويد المشتركة في السادس عشر من الشهر الحالي في العاصمة البلجيكية بروكسل لحشد الدعم السياسي والمالي اللازم للوكالة لتمكينها من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمسة ووفقاً لتكليفها الأممي.

وكان الصفدي قد بحث سبل تطوير التعاون الثنائي، والتطورات في المنطقة وجهود حل الأزمات الإقليمية مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان.

وفي اجتماع آخر، التقى الصفدي الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، حيث بحثا خلاله سبل تعزيز علاقات الشراكة بين المملكة والاتحاد الأوروبي، والتحضيرات لعقد مجلس الشراكة الأردنية-الأوروبية خلال الأشهر المقبلة وتمديد وثيقة أولويات الشراكة.

كما بحثا المنتدى الإقليمي السادس لوزراء خارجية الاتحاد من أجل المتوسط المزمع عقده بالتاسع والعشرين من الشهر الحالي في برشلونة.

المملكة

مقالات ذات صلة