ولنا في إذاعة صوت العرب عبره … شريف عبد الوهاب

لحظه تجمدت فيها الذكريات، وأصبح الوقت كقطعة ثابتة، اليوم 4 يوليو عام 1953، مولد إذاعة صوت العرب، تبث من القاهرة،. ولكن لعبت دورا بارزا في قضايا التحرير لشمال أفريقيا وجنوب اليمن وشرق أفريقيا، هي صنيعة ثورة 23 يوليو، التي دعت من خلال إمكانيات هذه الإذاعة إلى دعم المناضلين العرب ودعاة القومية العربية ومحاربة ما يسمى بالرجعية. كان صوت العرب صوت مجاهدي الجزائر والمغرب وتونس. وكان يذيع رسائل مشفرة لجبهة تحرير الجزائر والمقاومة الفلسطينية وجبهات التحرير بأفريقيا. حاول الاستعمار أن يخمد تأثير هذه الإذاعة ولكنه فشل،. لتشارك صوت العرب في تحرير دول الخليج العربية واستقلالها. ووصفت إذاعة صوت العرب بأنها كانت صوت المناضلين العرب وحصن العروبة الإعلامي والمدافع عن القضايا العربية.
واليوم وبعد مرور السنين نعم تحررت واستقلت الدول العربية، لكن عادت المخاطر والتحديات الكبيرة تهدد أمتنا العربية من جديد، والعدو هنا على عكس الماضي لا يظهر في العلن بل يستخدمون دمي يحركونها من خلف الستار، تسعى هذه الأدوات إلى بث الفرقة ونشر الفتنة وإجهاض كل محاولات التقارب بين الشعوب وحكوماتها. أو بين كل دوله عربية والأخرى، في ظل واقع فُرض علينا، إقليمياً ودولياً، وتغيرات متلاحقة، سياسية وعسكرية وجغرافية، لم تعد منطقتنا العربية بمعزل عنها، بل باتت جزءاً منها، وواقعاً لا بد من التعامل معه بما يلائم المرحلة، وبما يفضي في النهاية إلى تحقيق الاستقرار والأمن والأمان للبلاد، وحماية مقدرات العباد. ونحن بقدر حاجتنا إلى حنكة سياسية، وخبرة في التعامل مع الأزمات والمشكلات، وَتَرَوٍّ في اتخاذ القرار، فإنها بحاجة أيضاً إلى توحيد الرؤى الإعلامية، إعلام يدعوان إلى جمع الصف وإذا كانت صوت العرب قد قامت منفره بدورها في الماضي، ولكن هناك عبره لابد أن نتجنبها في تجربتها حيث انحازت إلى الإعلام الأمني،
واليوم ورغم كل التحديات التي تواجه الدول العربية، ومنها مصر، التي أمامها تحديات صعبة بشأن مواجهة الكم الكبير من الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تهدف لإثارة البلبلة واستهداف سلامة الدولة.
هنا لابد ان يكون (الاعلام واعيا) إعلام يحمي الدولة ويتصدى لمحاولات زعزعة الاستقرار، في عصر مليء بالفتن والخصوم المتربصين للامه العربيه يواجه العرب، لا بد من أن يكون الاعلام على درايه بكم المخاطر وابعادها، ويوضح أنه للمرة الأولى في تاريخنا الحديث، نجد هذا الكم المعقدة من التحديات التي تصل إلى درجة المخاطر المشتركة، وبعضها يتصل بتاريخ المنطقة والبعض الآخر بموقعها الجغرافي، لابد ان يكون هذا الاعلام امينا في طرحه لكل القضايا من منطلق الوعي،
نسأل الله أن يحفظ الامة العربيه، وأن يحميها من مكر الماكرين، وحقد المتربصين، وأن يجمعهم على كلمة الحق… اللهم آمين.

شريف عبد الوهاب
رئيس الشعبه العامه للاذاعيين العرب
رئيس الشبكه الثقافيه بالاذاعة المصريه

مقالات ذات صلة