
تفكير حر وبلا قيود
حاتم الكسواني
عطفا على تطورات جرائم الإحتلال الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية التي يقترفها الكيان الصهيوني ضد المواطنين العزل في غزة ودون تمييز بين عمر أو جنس والتي طالت هذه المرة مخيمات اللجوء التي حددها جيش الإحتلال كاماكن آمنة وراح ضحيتها مئات المواطنين الغزيين بين حريق و قتيل وجريح ، وبتأييد مطلق من قادة الولايات المتحدة الأمريكية الذين يشهرون عصاهم الغليظة في وجه كل من يعارض اهدافهم ومخططاتهم في منطقتنا ، ونرى ضرورة ان يرد عليها بأقسى ما تستطيع الأمة من وسائل الضغط السياسية والإقتصادية والقانونية .
فهذا التطرف الأمريكي الصهيوني ضد الفلسطينيين لا ترده الأقوال وتمنيات وقف الحرب العربية ، بل يحتاج إلى أفعال .
ان إنقاذ شعب غزة يحتاج لفعل دون حساب للنتائج ، فلو اخضعت حماس هجومها في السابع من أكتوبر لتقديرات النتائج فلما قامت به .
فلا معنى لمراقبتنا لجرائم العدو الصهيوني في غزة وآخرها حرق اللاجئين في مخيمات رفح والمواصي دون فعل حقيقي يوقفها ونحن أمة المليار ، إلا إذا كانت الأمة قد إتخذت قرارا أو التزمت لأعدائها بقرار بعدم وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة إلا بعد قضائها على حماس ، وحينها ستتبخر كل وعود حل الدولتين وكل اماني الشعب الفلسطيني بتأسيس دولته المستقلة الآمنة من التدخل الصهيوني اليومي إلى الأبد ، وستكون الأمة رسميا قد تآمرت عليه … ودون ذلك فهو خداع وتضبيب وقلب للحقائق التي لا يمكن هذه المرة تزويرها أو تغييبها أو تغيير حقيقتها فكما اكتشف العالم بوسائل تواصله الحالية حقيقة ماجرى في فلسطين منذ 76 عاما سيسجل التاريخ حقيقة ما يجري اليوم من تخاذل وتقاعس وإدارة ظهر مقصود من قبل أصحاب القرار في امتنا ومن قبل شارعها الذي ركن نفسه لمقولة غير صحيحة بأن ليس في يديه حيلة .
الحقيقة بأن الشعوب هي التي تصنع امجادها ، وتبتدع أشكال نضالها ، وأن فعل شعوبنا اليوم أضحى منسجما مع فعل مسؤولينا ، وهو فعل غير مرضٍ ولا يليق بما ندعيه من أمجاد وحمية وشجاعة وفداء،.
فلماذا ستعطي إسرائيل وامريكا لمن لا يقاتلهما أو يزعزع إستقرارهما حق في دولة مستقلة وكاملة السيادة … وكيف سترضخان لشعب لا يملك اية قوة مقاومة تغير المعادلات ، و لماذا سيتعامل مع سلطة مدجنة تقوم بدور الشرطي البديل ، سلطة كل همها أن تحقق مكتسبات خاصة لرموزها على حساب حرية شعبها .
وما قيمة كل قرارات الشرعية الدولية التي لاتنفذها إسرائيل ولاتحاسب على عدم تنفيذها بتشجيع من الكاوبوي الأمريكي الذي إعتاد القتل المجاني منذ اول يوم من تأسيس دولته المتبلطجه على العالم .
كلنا لديه القناعة بأن عالم اليوم لا يعترف إلا بلغة القوة والمصالح … فكيف سنضمن نيل حقوقنا ونحن شتات أمة.. عصي متفرقة يسهل كسرها .. دول تدين بالولاء لمستعمرها القديم .. فمنا من يتدخل الفرنسي بتفاصيل تفاصيل تسيير أموره في الوقت الذي تمرد فيه الأفريقيون على تبعيتهم له ، ومنا من سلم أمره للأمريكان بالوكالة عن الإستعمار البريطاني القديم ، وفينا متحالف مع.. و فينا من مع محور المقاومة.. ومنا المطبع القلق الذي يفرك يديه وينهض ، ويجلس ، ويمشي مرتبكا في إنتظار خبر انهزام المقاومة الفلسطينية بغزة .
أنه حال لايسر شعوبنا ، بل ان الحال اصابنا بأمراض التوتر والقلق وبامراض نفسية .
ومما لا شك فيه بأن دولنا العربية كلها قد أصابها الوهن نتيجة الحرب الصهيوأمريكية على غزة تحت وطأة انحسار كافة القطاعات الإقتصادية المدرة للدخل فيها كالسياحة والصناعة والزراعة والتجارة وتدني معدلات الإنتاجية الوطنية ومعدل إنتاج الفرد العربي المتأثر بما يجري أمام ناظريه … وغيرها من الأسباب .
فليس الفلسطينيون في غزة وحدهم من يتضرر اليوم بل ان الضرر أصاب جميع أبناء الأمة ودولها .
وعليه فإن علينا أن نبحث عن مصادر قوتنا وعن مسارات مصالح العالم معنا لتقويتها وبدء بناء علاقاتنا العالمية مع الآخرين وفقها .
فأنظروا يا عرب ما انتم فاعلون .



