
معطف بعد فوات الأوان … عبد الهادي شنيكات
حين سمع أن هناك تخفيضات على أسعار المعاطف الشتوية، هرول إلى ذلك المتجر دوت تردد، لكنه تفاجأ حين وصل بطابور طويل من الناس، اصطف في الذيل، ومع أن الشتاء غزير إلا أن فرصة شراء معطف فخم و جميل بهذا السعر الزهيد فرصة تستحق التضحية، بقي واقفا وقد ابتل حتى ملابسه الداخلية، إلى أن جاء دوره، ليقول له التاجر بأن المعاطف لهذا اليوم قد نفدت واذا ما رغب في الشراء فعليه العودة في الغد..عاد أدراجه إلى بيته خائبا، لكنه ظل يحلم بالمعطف، وفي اليوم التالي توجه إلى ذلك المتجر، ولسوء حظه أن وجد طابورا أطول من طابور الأمس، التحق في أخر الصف، ظل فرحا ومتحمسا فلقد كان الطقس دافئا إلى أن وصل أخيراً نافذة البيع، حيث أخبره البائع ان المعاطف اليوم مرة أخرى وبكل أسف قد نفدت وأن عليه ان يأتي في يوم أخر اذا ما اراد تحصيل معطف قبل أن ينتهي العرض..قرر أن يعود في اليوم التالي مبكرا جدا، ضبط المنبه وأنام نفسه عنوة بعد الغروب.. وظل يحلم ويحلم، إلى ان استيقظ فزعا ، ارتدى حذاءه ودون ان يغسل وجهه انطلق إلى مقصده، وقد كان بالفعل الأول عند النافذة، ظل واقفا ممسكا بمحفظته، مستعدا للدفع، لكن الإنتظار طال وما زال المتجر مغلقا، حتى مرّ صبي، فسأله عن سبب ذلك، ليرد الصبي بسخرية، بأن اليوم يا عم عطلة رسمية..تذكر ذلك الآن، وقرر العودة لاحقا، لكنه بقي على هذه الحال ، يوم في أخر الصف ويوم يدب فيه النشاط ثم يصدم بأنه يوم عطلة، لم ييأس رغم ذلك، وقد استطاع بعد زمن ليس بقصير تحصيل المعطف.
كانت فرحته عظيمه ،
علقه و اغدق عليه من العطر، فلقد قرر ان يرتديه في الغد،.
ما أجمل ان يحقق الإنسان غايته في النهاية، كان يتمتم بهذا كثيرا ،.
وفي الصباح خرج بحلته الجديدة، يسير في الشوارع والناس بين ضاحك ومبتسم، وبين من يؤشر بيده ومن يومئ براسه، لسان حالهم يقول، كيف لهذا المغفل أن يتحمل ارتداء هذا المعطف في هذا الجو الصيفي الحار.
صاحبنا، صاحب المعطف، الوحيد الذي كان يشعر بأنه يرتدي المناسب في الوقت المناسب…
ع. ك



