ماذا تعلمنا من إنتفاضة الأقصى و معركة سيف القدس… حاتم الكسواني

اما وقد وضعت معركة سيف القدس مرحليا اوزارها ، ومازال ابناء الشعب الفلسطيني يواصلون معركتهم في القدس ومدن الضفة الغربية والداخل الفلسطيني ضد َمخططات عدونا الصهيوني بالأسرلة والتهجير  القهري و  التطهير العرقي والقمع العنصري والإجلاء والإحلال بالتزوير والتدليس وسرقة التراث ونفي الهوية.

وفي الوقت الذي مازالت به الشعوب العربية وشعوب العالم أجمع تملأ الساحات مستنكرة الإجرام والعسف الصهيوني ضد ابناء شعبنا الفلسطيني ،  فإننا لابد لنا ان نخرج بمجموعة من الحقائق التي تعلمناها من معركة سيف القدس ومظاهر الحراك على كل الساحات الفلسطينية والعربية والعالمية التي نورد في مقالتنا هذه جزء” يسيرا منها :

– لقد تعلمنا بأن  إمتلاك القرار والمبادرة والمباغتة والإستعداد هي شرط من شروط النصر  فعندما سلكنا  الطريق  الصحيح  و اعددنا ما استطعنا من قوة فقد حققنا النصر المنشود.

وتعلمنا بان خوض معاركنا وإتخاذ خيار المواجهة خير من التهرب منها او محاولة تأجيلها مهما كانت خسائرنا المحتملة فيها ففي عرف الشعوب الناشدة للحرية وطرد المعتدي فإن كل الخسارات قرابين في سبيل تحرر الوطن والإنسان.

– تعلمنا بأن كل فرد منا يستطيع أن يكون مؤثرا من موقعه ، لو اعطي كل ما يستطيع ولم  يقل لا استطيع، وقد ترجم ذلك في معركة السوشيال ميديا التي تم خوضها على الصعيد الجماهيري الفلسطيني والعربي والدولي ضد آلة الكذب  والتزوير الصهيوني وأعوانه. .

فقد  أدى نجاح الخطاب الإعلامي  الشعبي بإلإستخدام المكثف والمسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي إلى اخراج العالم إلى الشوارع وشكل رأيا عاما مؤيدا للقضية الفلسطينية ومصدقا لرواية الفلسطينين عنها  في مواجهة الرواية الصهيونية الزائفة ، كما أدى إلى مواجهة إصطفاف الفيسبوك ضد قضية العرب الأولى وتخفيض تصنيفه إلى 2.5 فقط من أصل 5 نجوم على متجر غوغل بلاي، بينما ظهر تصنيفه  على متجر آبل بتصنيف 2.1 من 5، والعمل على خفض تنصيفه أكثر فأكثر لا يزال مستمرًا.

– تعلمنا بأن معركة الإعلام تشكل رأس حربة في نقل الرواية وزعزعة ثقة العدو بنفسه وبروايته فالإعلام بكافة وسائله إذا أحسن إستخدامه  يستطيع  رسم الصورة الحقيقية لوجه عدونا القبيح.

– تعلمنا بأن المصالح تتحكم بمواقف الدول.
وان القوة تفرض إرادتها ومصالحها وتوقف المعتدي عند حده.

تعلمنا بأن المعركة لابد أن تكون شاملة وأن يسهم بها ويخوضها الكل الشعبي والسياسي والعسكري

– تعلمنا ان  الإحساس بالمسؤولية لدى الكل الشعبي العربي دفع إلى الإدراك بأهمية المساهمة الفردية والجمعية المنظمة في خوض المعركة وكل من موقعه وخبراته حيث خاطبوا جميعا الرأي العام العالمي بالحقائق ”  بالأفلام و الصور والآنتاجات الفنية والصحفية المرئية والمسموعة والمكتوبة وبالفنون التشكيلية وفن الكاريكاتور.
ولأول مرة تشكلت غرف عربية للسوشيال ميديا تنقل الرواية العربية حول اصل القضية الفلسطينية وعدالتها ،   و حول طبيعة الإحتلال الإحلالي الصهيوني وعنصريته ،

غرف نقلت لأول مرة وبكثافة صور جرائم عدونا الصهيوني  بحق المواطنين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وكل مدن الداخل الفلسطيني.
وقد إضطلعت هذه الغرف بمواجهة كذب وتزوير وسائل الإعلام المعادي من مختلف مصادره وكذب غرف الذباب الألكتروني الصهيوني والمتحالفة معه

–  وتعلمنا  أن الشعب الفلسطيني و الشعوب العربية تملك فيضا من العلماء والمفكرين والخبراء السياسيين والإجتماعيين الذين نستطيع بهم أن نصنع اكفأ الأسلحة والقدرات العسكرية وأن نتقدم في كل المجالات العلمية والتنظيرية التي تساعدنا على فهم كل ما ترمي إليه  سياسات وافعال عدونا الصهيوني ،   وأن نكون في مقدمة الأمم بل خير امة اخرجت للناس.
ففي كل يوم يخوض المفكرون و المنظرون السياسيون العرب معركة تعزيز الوعي  وبرؤيا ثاقبة  وهم يكشفون مخططات الحلف الأورو أمريكي الصهيوني ضد منطقتنا العربية وشعوبها وخيراتها ولا نحتاج إلا ان نسمعهم ونصدقهم ونأخذ بتوجيهاتهم .

– تعلمنا بأن نميز بين التأييد الشعبي العربي العام  الذي أشعله  الأداء الوحدوي للشعب الفلسطيني فتفجر قهرا  وغضبا عربيا  في كل الساحات وبين أصحاب الأيدي  المرتجفة من أبناء جلدتنا  الذين يقدمون مصالحهم ومكاسبهم  الشخصية ومصالح القوى المتحالفة معهم ،  الذين يصمون اذانهم ويغطون أعينهم ويغلقون افواههم عن السمع والرؤيا والنطق بالحق ومناصرته.

– تعلمنا أن لا نأمن لعدونا الصهيوني وان ننتبه لخداعه وقدرته على إخفاء النوايا و التلاعب بالنصوص والإتفاقيات والتصريحات المخادعة وعدم الإلتزام بالوعود والعهود   .
تعلمنا إن ننتبه لما يخفى  وراء الجمل والعبارات المبهمة التي تحمل أكثر من معنى.

– تعلمنا بان كل من يسير عكس تيار  امته وثوابتها بالتحالف مع عدوها او التطبيع معه سيكون من  اكبر الخاسرين لحاضره ومستقبله.

– تعلمنا وتاكدنا  بأن الحتمية التاريخية تقول بإنتصار الشعوب الساعية للحرية والإستقلال والتحرر وهزيمة قوى البغي والإستعمار لأن الشعوب المناضلة من أجل حريتها تستند إلى قوة الحق وقوى البغي الصهيونية التي نقارع  تستند إلى فكرة وجودية هجينة مزورة زائلة لا محالة … فصفحات التاريخ أمامنا في فيتنام والجزائر وجنوب إفريقيا.. وغيرها.

مقالات ذات صلة