
الأمة تكاكي
حاتم الكسواني
ما أن دخل نتنياهو قاعة الكونجرس الأمريكي حتى ثارت عاصفة من التصفيق ، ذلك التصفيق المبالغ فيه والذي فاق في تكراره عدد دقائق زمن خطاب نتنياهو ( 81 مرة في الكلمة التي جاءت في نحو 52 دقيقة ) حتى ان بعض المتشددين قالوا بأن الإيباك كانت هناك تعد على كل عضو من أعضاء الكونجرس الأمريكي عدد مرات مشاركته بالتصفيق والمدة التي استغرقها بالتصفيق في كل مره .
وهكذا اكتشفنا بأن إسرائيل هي من يتحكم بأمريكا من خلال سيطرة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية ( أيباك) و هي مجموعة ضغط تدافع عن السياسات المؤيدة لإسرائيل لدى السلطتين التشريعية والتنفيذية للولايات المتحدة ، و لديها أكثر من 100.000 عضو و17 مكتبًا إقليميًا ومجموعة كبيرة من المانحين .
وبات واضحا أن ” الأيباك ” هي التي توجه قادة إسرائيل نحو مغازلة المرشح الذي ترغب بإيصاله لسدة الرئاسة الأمريكية من احد الحزبين المتنافسين دائما عليها الجمهوري أو الديموقراطي وإهمال الآخر .
ما أن دخل نتنياهو لقاعة الكونجرس حتى اقبل أعضاء الكونجرس إليه ليقولوا له نفاقا.. جهرا أو همسا .. ” إقضي عليهم ” .. ” لا تبقي منهم أحدا “.. ” لا ترحم أطفالهم ولا نسائهم ولا شيوخهم ” .. ” هم خطر علينا بدينهم ومعتقداتهم ” .. ” لا تعطيهم فرصة لإمتلاك السلاح أو أي من أسباب القوة ” .. ” دمرهم حتى ترعب أبناء جلدتهم ويكونوا عبرة لمن يعتبر ” .
وبعد هذا العرض المسرحي الهزلي لممثل الأمة الأمريكية التي تحتفل بمجرم حرب قاتل اراد ان يصنف نفسه في الصف الأول في كل شيء .. فهو اول شخصية تخطب اربع مرات أمام الكونجرس الأمريكي متفوقا بذلك على كل من رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل والزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا ، وجلالة الملك الحسين بن طلال ، و الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ، والبابا فرانشيسكو بابا الفاتيكان، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ، كما أنه المصنف الأول كاعتى مجرم حرب قاتل للأطفال مدمر للحجر والشجر حيث يتفوق في هذا الوصف على النازي الألماني هتلر والإيطالي موسوليني والإسباني فرانكو والروسي ستالين ، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول في فترة سيطرته على موقع رئيس الوزراء .
فهل نجعل منه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول الذي تنهزم في زمانه اسرائيل وتنتهي فيه أحلامها التلمودية ، وتشهد فيه الدولة الفلسطينية فجر ولادتها .
أعتقد بأن هذا لن يكون بعد هذا المشهد المسرحي الذي حدث في الكونجرس الأمريكي … فبعده أصبحت الأمة تكاكي
وأعتقد أن هذا لن يكون في زمن أمة عاجزة تكاكي .
فبعد كل القتل والدمار الذي شهدته غزة مازالت الأمة غير قادرة على إمتلاك قوة تخيف بها إسرائيل وتضع خطوطا حمراء لعربدتها في المنطقة ، بل أنها تنتظر ان تنتصر حماس لها على إسرائيل و كل قوى الشر العالمية التي تعمل تحت سيطرتها ، او انها تنتظر فعلا إلاهيا يخلصها منها .
الامة غير قادرة أن تفعل مصالحها مع القوة الأمريكية بصورة تدفعها لاتخاذ مواقف متوازنة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، فالامة مرعوبة … الأمة كلها تكاكي
ونحن لا نلوم الأمة أنها تكاكي. فكيف نلومها على ذلك ونحن لانسمع من القوى العظمى ” روسيا والصين ودول الغرب ” إلا صوت المكاكاة أمام السيد الأمريكي الذي تديره القوة الصهيونية ، و تجبر كونجرسه بغرفتيه الشيوخ والنواب أن يقفا صاغرين للتصفيق لمجرم حرب قاتل مطلوب لمحكمة العدل الدولية بصورة مزرية مخجلة سيندى لها جبين التاريخ الأمريكي على مدى الأجيال القادمة .



