ومضات رمضانية”.. مبدعون عرب يحتفون بشهر الصيام في معرض افتراضيّ

 

حرير – أطلق المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي، بالعاصمة الكويت، ضمن احتفائه بشهر الصيام، معرضاً تشكيلياً افتراضيا حمل عنوان “ومضات رمضانية”، وذلك عبر تطبيق “زووم”، ويضم لوحات 66 فناناً وفنانة من الكويت والعديد من الدول العربية.

 

وقال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس بدر الدويش إن المعرض الذي يشرف عليه “المرسم الحر” في الكويت شهد إقبالاً كبيراً في يومه الأول، ووصل صداه إلى العديد من الدول العربية لما يعرضه من لوحات تشكيلية مميزة لفنانين مكرّسين.

 

 

وأكّد الدويش اهتمام المجلس الوطني الدائم بنشر الفن وتقديم الدعم باستمرار للفنانين وتنظيم المعارض المختلفة والمشاركة بها داخل الكويت وخارجها.

 

ومن جانبه قال الفنان العماني سلمان الحجري إنه يشارك في المعرض بلوحة فنية بأحرف عربية، إضافة إلى مشاركته في اليوم الثاني للمعرض عبر إدارة حلقة نقاشية بعنوان “الفن التشكيلي والثورة الصناعية الرابعة”.

 

وأوضح الحجري أن الخط والحرف العربي يرتبطان بالجانب الروحاني لدى المسلم وتتجلى أهميتهما في هذا الشهر بحضورهما بشكل كبير في المشهد التشكيلي، وإعادة تسليط الضوء على هذه التجارب التي تتناول الحروف العربية والزخارف والعمارة الإسلامية.

 

 

وقالت سارة خلف المشرفة على المعرض، والتي أدارت النقاش الإلكتروني، “إن الزائر يشعر أنه أمام مشهد فني حي، وكأنه يتجوّل في أروقة المعارض التشكيلية الواقعية، إذ تم استخدام أحدث التقنيات الفنية لعرض الأعمال بشكل يحاكي الواقع”.

 

ومن جهتها قالت الفنانة الكويتية ابتسام العصفور إنها تشارك في المعرض بلوحة من التراث الشعبي في الكويت مستوحاة من العادات الرمضانية القديمة، التي تتمثل في الاستعداد والتحضير لقدوم شهر رمضان من خلال “دق الهريس”.. والهريس طبق أساسي على السفرة الرمضانية الكويتية.

 

وذكرت العصفور أن لوحتها تستعرض عدداً من نساء الحيّ (الفريج) يضعن حبوب القمح في إناء يسمى “منحاز” لفصل القشر عن الحبوب، ويصاحب ذلك نوع من أغاني الفن العاشوري التراثي وقد تجمّع حولهنّ الأطفال مبتهجين بهذه الأجواء التي اندثرت بفعل التطوّر.

 

وأفادت بأن هذا المشهد اندثر نتيجة لتطوّر الحياة، إذ أصبح الهريس يأتي جاهزا من المتاجر، لافتة إلى أن هذه العادة تعتبر إرثا ينبغي توثيقه وحفظه للأجيال الجديدة لتعريفها بماضي أجدادها وكيف كانت حياتهم قبل الرفاهية، إضافة إلى التبادل الثقافي والتعريف بالتراث والعادات والتقاليد المتشابهة بدول الخليج مع اختلاف التسميات.

 

 

ومن جانبها أعربت الفنانة السعودية سلوى حجر عن سعادتها باختيارها من بين نخبة من الفنانين للمشاركة في المعرض الافتراضي الذي يكرّس عبر الرسم واللون عادات رمضانية خليجية وعربية ضاربة في القدم.

 

وبيّنت أن عملها يتميّز بعناصره التراثية الإسلامية ومساجد وحروف وعلاقات لونية متداخلة ما يعكس تجذّر الخط العربي في الحضارة الإسلامية.

 

من ناحيتها قالت الفنانة العمانية مريم الزدجالي إنها تشارك في هذا المعرض التشكيلي، الذي يجمع عدداً كبيراً من الفنانين العرب ويقدّم روائع إبداعاتهم الفنية، بلوحتين تعبّران عن الموروث الشعبي التراثي المرتبط بالعادات والتقاليد التي تمارس خلال شهر رمضان.

 

وثمّنت الزدجالي هذه المبادرة التي تعكس التحديات التي تواجه الحراك التشكيلي في ظل ظروف جائحة كورونا، مشيدة بجهود جميع القائمين والمنظمين للمعرض وإتاحة الفرصة للزوار للاطلاع والتعرّف على الأعمال الفنية والتشكيلية المختلفة للفنانين العرب.

 

 

ومن جانبها رأت الفنانة الكويتية ثريا البقصمي أن المعارض الافتراضية هي البديل الأنسب في الوضع الحالي في ظل إغلاق صالات المعارض والتجمعات الفنية الفعلية.

 

وذكرت البقصمي أن “أغلب الأعمال الفنية في هذا المعرض تركّز على حدث ومناسبة إسلامية عظيمة، هو شهر رمضان مع إبراز قدسية هذا الشهر عبر أعمال فنية تدعو إلى التراحم والتكاتف الإسلامي”.

 

أما الفنانة العمانية طاهرة فدا فترى أن هذا المعرض حقّق أكثر من هدف في وقت واحد، فهو يوثّق لدى الأجيال الشابة عادات رمضانية كاد يطوي بعضها النسيان في ظل تطوّر نسق الحياة واختلافها من بلد إلى آخر، كما أنه يرسّخ فعل التبادل الثقافي بمفهومه الشامل بين الفنانين العرب.

 

وأضافت أنها تشارك في هذا المعرض بعملين من مجموعة السنين الخوالي التي تعكس مدى تعلقها الروحي والعاطفي بمدينة مطرح مسقط رأسها، وهي مدينة قديمة وأثرية ومن أجمل مدن العاصمة مسقط.

 

ومن تونس يحضر عمل حروفي لصفوان ميلاد، الذي اختار نمطا فنيا يحمل بصمته الخاصة في دمج حروف الخط العربي، الكوفي القيرواني تحديداً، بالألوان المناسبة لرسم نمنمات متمازجة من اللون والحرف العربي وانعكاس المعمار القيرواني.

 

ومن ليبيا تحضر لوحة قزحية الألوان للفنان صالح غيث، تتصدّرها امرأة بملامح بربرية وبحليها الأمازيغية، وهي تنظر قبالة المُشاهد الرقيب، ربما تدعوه في كرم حاتمي إلى مقاسمتها إفطار عائلتها بعد يوم صوم طويل.

 

هي لوحة تعبيرية واقعية مستلهمة من الموروث الشعبي الليبي، وتعكس اهتمام الفنان بالموديل أو نموذج الإنسان الليبي رجلا كان أو امرأة بالزي التقليدي اليومي، مع اهتمامه بالعمارة التي تتمثّل هنا في مطبخ السيدة الليبية ذي الهندسة المعمارية البربرية.

 

 

أما الفنانة الكويتية منى الغربللي فقدّمت عملا لبحار يحمل عتاده في طريقه إلى الأعماق، قبل الغروب، ربما كمسعى منه لتمضية ما تبقى من وقت قبل أذان الإفطار، وهو يمارس هوايته ورمز هويته الصيد في خليج ممتد.

مقالات ذات صلة