صهاينة واشنطن يصنعون الصور الكاذبة واللقطة الخالدة..!! صالح الراشد

كلمات ومواقف متميزة تُظهر الشجاعة والأنفة تجعل المشاهد يصفق لابطال الوهم، إنها اللقطة وكيف يتم استخدامها واستغلالها لغرس صورة الدولة الأعظم برجالها الذين يتصرفون بقوة لحماية بلادهم وعائلاتهم، ففي فيلم independence day

شاهدنا الرئيس يخوض الحرب بعد وفاة زوجته ويُهزم الاعداء القادمين من الفضاء ثم يدخل القاعدة ويعانق ابنته، رافضاً إختفاء البشرية ليشعر كل مشاهد للفيلم ان الرئيس يمثله، وفي فيلم Air Force One كانت اللقطة الاكثر تشويقاً حين رفض الرئيس الهروب من طائرته المختطفه ليدافع عن زوجته وابنته ولا يفاوض الارهابين، وهذه رسالة للعالم بأنه لا يمكن المساس باميركا التي يحمي رئيسها أسرته ويرفض النجاة وحيداً، بل يبقى في ساحة الحرب وهي طائرته ويحارب الارهابيين وينتصر عليهم.

وفي فيلم White House Down يخوض الرئيس معارك متعددة مع الارهابيين، ويقوم بتسليم نفسه ليتلقى الرصاصة نيابة عن بطل الفيلم القادر على انقاذ الرهائن، ليغرس الرئيس في فكر المشاهدين صورة الرئيس المواطن البطل الذي يتصرف حسب مصلحة الوطن حتى لو دفع حياته ثمنها، وفي فيلم Olympus Has Fallen يرفض الوزراء اعطاء كلمة السر الا بأمر من الرئيس الذي كان يفكر كيف سينجوا إبنه حتى لا يمتلك الأعداء السلاح الوحيد الذي سيجعل الرئيس قابل للإبتزاز، وكالعادة ينجح في تحقيق مبتغاه وينتصر على الخاطفين، وطبعاً يتفاعل المشاهدون مع أحداث الفيلم ويبتهلون لله أن ينجي ابن الرئيس.

فالرئيس أو الانموذج الأمريكي كما شاهدنا في هذه الأفلام الموجهة بكل احترافية لشعوب العالم يجب أن يتجاوز الاحزان، ويتصرف بقوة بحق كل من يحاول المساس بعالمه الخاص المتمثل بالأسرة، وفي النهاية يهزمهم ويُلقي خطاب النصر مادحاً بلاده ليجد التعاطف معه بعد أن مَثَلَ مُثُلْ العزة والكرامة والرجولة واستثار العاطفة عند المشاهد العربي، لتدمع أعين البعض فيما يصفق آخرون للنصر الأمريكي الذي لم يتحقق إلا في الأرض العربية والإسلامية، فيما سقطت واشنطن في فيتنام وتمرغت كرامتها في الوحل وتراجعت عن مواجهة كوبا، ولا زالت لقمة سهلة “للهكر” الروس فيها انهزمت في حربها الاقتصادية مع الصين، لكنه الاعلام الذي يحول الجبناء إلى أبطال ويهزم أصحاب الفكر الراسخ اذا ما استمعوا لقنوات الضلال التي تزور الحقائق او تلك التي تُصنعُ وهم البطولات ، ولا زلنا نتذكر كيف هُزمت العراق أبان حكم الرئيس صدام حسين بالإعلام العربي الرخيص والأمريكي القوي.

والغريب المضحك على أرض الواقع ان آخر رئيسين للولايات المتحدة كانا سيصابان بالجلطة القلبية لو حصل معهما ما حصل في هذه الافلام، كونهما كهلان يسيران بصعوبة فكيف يواجهان المعتدين والمطاردات العنيفة، فالرئيس الحالي جو بايدن يعاني من ضعف الذاكرة حتى أنه ينسى أسماء العاملين معه وكاد أن يقع على سلم الطائرة مرتين وعلل البيت الابيض هذا الأمر على أنه بسبب الرياح، لذا فإن الصورة واللقطة لبايدن وقبله ترامب مهما كانت مصنوعة بإحترافية لن تفلح في صناعة الفرق ولن تمنح أي منهما صورة البطل الهمام، لذا فإن صورة الواقع لرؤساء الولايات المتحدة بأنهم مجموعة من المرتعبين حد الموت من أي رد فعل لمن يحرسونهم، حيث يخشون الموت ولن يغامروا بأرواحهم لو قتل جميع أفراد عائلاتهم، ولن يقوموا بالرد على من يهاجم الولايات المتحدة وما قامت به روسيا والصين دليل دامغ، مما يبين أن الأفلام تُصنعُ أبطال الوهم فيما لا أبطال على أرض الواقع .

وتصور لنا هذه الأفلام على أن الرئيس لا يُهزم ولا يهرب وأنه رمز الإنسانية وحارس العالم والصادق الأمين، فيما هم على أرض الواقع قادة الإجرام في العالم، فدمروا أفغانستان والعراق وأعادوا الدولتين لعصور ما قبل التاريخ وقتلوا ما يزيد عن خمسة ملايين إنسان، ولم ترحم صواريخهم أطفال ونساء اليمن والصومال، لنتساءل أي أنموذج مجرم يقدمون في الحقيقة وأي أنموذج كاذب يصوره لنا إعلام الشركات الصهيونية التي تقود إعلام العالم الحر لصناعة عبودية البشرية.

صهاينة واشنطن يصنعون الصور الكاذبة واللقطة الخالدة..!!

مقالات ذات صلة