قناة السويس.. إرادة شعب.. بقلم شريف عبد الوهاب

تضافرت الجهود المصرية في مواجه أزمات أطلت عليها, فمن تصادم قطار سوهاج إلى انهيار منزل في جسر السويس وسقوط شهداء, ظهرت صور التبرع بالدم والتلاحم مع أهل المصابين ومن أبرز هذه المشاهد، قيام سائق بتخصيص التاكسي الخاص به لنقل المتبرعين  بالدم مجانا.

وبالفعل شهد مستشفى طهطا العام تزاحمًا من المواطنين للتبرع بالدم. لم يقف الأمر على شهامة أهل الصعيد خاصة أبناء محافظة سوهاج، حيث شهدت صفحات العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، نداءات استغاثة لتقديم أوجه المساعدة.

هذا جانب من جوانب الشخصية المصرية, لكن هناك جانب آخر أثبت أن المصرين على قدر المسئولية وانهم دائما يدافعون عن حق بلادهم وتراث أجدادهم. وذالك خلال حادثالسفينةإيفرجرين السفينة العملاقة التي تزن 200 ألف طن، ويصل طولها إلى 400 متر، أسفر جنوحها في قناة السويس عن توقف حركة الملاحة لعدة أيام، كبدت التجارة العالمية العديد من الخسائر, للأسف كانت هناك نظرات تملاءها التشفي وكأنها كانت تننظر استمرار جنوح السفينة لأشهر وربماوجدتها فرصة لتدويل قناة السويس والخروج بأن مصر غير قادرة على إدارة هذا المرفق العالمي, وحاولت أن تحمل الخسائر التي حلت بالاقتصاد العالمي تعطل بضائع تقدر ب 9. 6 مليار دولار أبرز نتائج تأخر حركة الملاحة بالقناةإلى مصر.

هنا ظهرت إرادة الشعب المصري التي لا تزيف ومشيئتها التي لن تقهر, ومعدن الشعب يظهر في وقت المحن والأزمات, وهنا أتذكر كلمات المفكر جمال حمدان في كتابه الأشهر، الذي ما زال ينبض بالحياة إلى الآن، موسوعة «شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان»، فقال: «إننا في هذه المرحلة في حاجة ماسة إلى فهم كامل لوجهنا ولوجهتنا لكياننا ومكانتنا، لإمكاناتنا وملكتنا، لنقائضنا ونقائصنا، وكل أولئك بلا تحرج أو تحيز، ولا هروب، فليس كتابي هذا دفاعاً عن مصر، ولا هو محاولة للتمجيد، إنما هو تشريح علمي موضوعي يقرن المحاسن بالعيوب على حد سواء، ويشخِّص نقاط الضعف والقوة».

كان لزاما أن استعيد هذه الكلمات بعدما أعلن مستشار الرئيس المصري لشؤون مشروعات قناة السويس والموانئ مهاب مميش، نجاح تعويم السفينة الجانحة بصورة كلية.

وقال لا تتحمل القناة لأية خسائر، بل ستحصل مصر على تعويضات من الشركة المالكة للسفينة، ولكن من خلال طرق قضائية بعد التأكد من أنها السبب فيما حدث.

والحقيقة التي عرفها العالم, أن المصريين استطاعوا إعادة الأمور إلي نصابها الصحيح وأرسلوا رسالة طمأنة للعالم اجمع على تلبية احتياجاته ومرور البضائع عبر قناة السويس التي تعتبر محورا مهما من خلال هذا الشريان الملاحي الأكثر أهمية.

وهنا ظهرت النفوس المتربصة لمصر من جديد غير مصدقة لقدرة المصرين على إعادة فتح القناة فروجوا لشائعات حول عودة السفينة لوضعها السابق بعد نجاح تعويمها وخرجت هيئة قناة السويس ونفت مبكرا ما تردد.

خرج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تغريدات على تويتر وقال: نجح المصريون اليوم في إنهاء أزمة السفينة الجانحة في قناة السويس، رغم التعقيد الفني الهائل الذي أحاط بهذه العملية من كل جانب، وبإعادة الأمور لمسارها الطبيعي، بأيد مصرية، يطمئن العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التي يمررها هذا الشريان الملاحي المحوري.

ووجه الرئيس الشكر لكل مصري مخلص ساهم فنيا وعمليا في إنهاء هذه الأزمة. لقد أثبت المصريون اليوم أنهم على قدر المسؤولية دوما، وأن القناة التي حفروها بأجساد أجدادهم ودافعوا عن حق مصر فيها بأرواح آبائهم. . ستظل شاهدا أن الإرادة المصرية ستمضي إلى حيث يقرر المصريون

شريف عبد الوهاب – رئيس الشعبة العامة للاذاعيين العرب.
رئيس الشبكه الثقافية بالإذاعة المصرية سابقا

مقالات ذات صلة