المسارات السياحية فرص عمل للأردنيات

«لا أعرف أهو الحظ في أن يقع بيتي ضمن مسار سياحي في مدينة جرش الأثريه (40كلم) شمال العاصمة الأردنية عمان أم أن حصولي على تأهيل في مجال خدمة الطعام والشراب هو ما ساعدني في التغلب على البطالة التي أعاني منها منذ سنوات»، تقول سعاد (أم صلاح) التي تؤكد أن شهادتها الجامعيه في إدارة الأعمال لم تسعفها في الحصول على وظيفة منذ 7 أعوام.
وفكرة المسارات السياحية هي فكرة جديدة ورائدة، بدأت الجهات السياحية الأردنية الرسميه تنفيذها من أجل إطالة أمد إقامة السائح في المدينة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل، من خلال تأهيل سيدات وفتيات تقع بيوتهن في خط المسار السياحي الذي عادة ما يمر بمناطق أثريه ومتنزهات طبيعيه ساحرة، لتوفير خدمة المبيت والطعام والشراب في بيوتهن للسياح.

وقد ساعد الفتيات على ذلك، وفق سعاد عدم وجود فنادق في المدينة واستراحات ومطاعم في خط المسارات السياحيه، على رغم أن المدينة تعتبر من أكثر المدن العالمية ثراء بالمناطق الأثريه والمتنزهات الطبيعيه الساحرة والخلابه.

وتضيف سعاد أنها بإمكانات متواضعة تمكنت من تحويل بيتها الريفي إلى فندق صغير تتوافر فيه خدمة المبيت والطعام والشراب، بعد حصولها على تدريب من جمعيات خيريه في هذا المجال، مؤكدة أنها بدأت تحقق أرباحاً لم تكن تحلم بها من الوظيفة التي تنتظرها منذ سنوات.

أما هيام (أم صهيب) التي حولت غرفة من بيتها الذي يقع في خط مسار سياحي إلى محل تجاري لبيع المطرزات والحرف اليدويه للسياح، فتؤكد أنها لم تكن تتمكن من ذلك لولا خضوعها لدورات تدريبية في صناعة المطرزات والحرف اليدويه.

وتضيف أنها أصبحت تحقق أرباحاً وهي في بيتها، من دون أن تبتعد عن أطفالها أو تضطر إلى إرسالهم إلى الحضانات أثناء عملها.

وتضيف أنها تقوم بكل أعمالها البيتيه وهي قريبة من محلها التجاري الذي تقول إنها لا تستبدل به أي وظيفه يمكن أن تعرض عليها.

وتشرح ناديا (أم أحمد) التي حولت باحة منزلها الريفي القديم ذات السلاسل الحجرية والأشجار المعمره ومعرشات العنب الممتدة، إلى مطعم تستقبل فيه «غروبات» سياحية كبيره، مشيرة إلى أنها تستطيع أن تتعامل مع هذه المجموعات السياحية الكبيرة من خلال مساعدة جاراتها اللواتي يحصلن على أجور مقابل ذلك.

وتضيف أنها تقدم للسياح بالعادة، وجبات شعبيه خاصة بمحافظة جرش مثل (المكموره والمنسف الأردني واللزاقيات وغيرها)، مشيرة إلى أن السياح في العادة ما يطلبون هذه الأكلات التي يسمعون أو يقرأون عنها قبل مجيئهم إلى الأردن.

ووفق رئيس جمعية الحرفيين في جرش صلاح العياصرة فإن تدريب سيدات في المجتمع المحلي في جرش ركز على تصنيع المنتوجات الغذائية، والمطرزات والحرف المختلفة، فيما يشير إلى أن هناك جانباً أخر وجديداً على سيدات جرش وهو توفير خدمات الطعام والشراب والمبيت بما يتناسب والطابع التراثي القديم للمنطقة.

وأكد العياصرة أن هذا التدريب وفر للسيدات اللاتي تقع بيوتهن في المسارات السياحيه فرص عمل جديدة لم تعهدها سيدات المنطقة، ومصادر دخل إضافية، في ظل الظروف الصعبة التي تعانيها العديد من الأسر الأردنية.

وتشهد المسارات السياحية في جرش في هذه الفترة بالذات حركة سياحية داخلية نشطة، بخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، بسبب ما توفره المنطقة من أجواء ربيعية خضراء، وفق مدير سياحة جرش الدكتور بسام توبات.

وقال توبات إن المسارات السياحية تعتمد على السير على الأقدام وتمر بالغابات الطبيعية ومختلف التضاريس التي تتميز بها محافظة جرش، مشيراً إلى أن هذا النوع من السياحة يحتاج إلى درجات حرارة مناسبة وطبيعية خلابة، وهو ما تتميز به محافظة جرش وبخاصة في هذا الوقت من كل عام.

وأوضح أن هذه المسارات تعتمد في تشغيلها على خطوط إنتاجية ريفية في المنازل والجمعيات الخيرية والهيئات الشبابية والتطوعية، مؤكداً أنه تم تأهيلها وتجهيزها للتعامل مع المسارات السياحية واستقبال الزوار واستضافتهم في قراهم. وتضم مدينة جرش المسارات السياحية التاليه: مسار دبين ومسار السنديانة ومسار الخربة وعين سرابيس ومسار الصفصافة ومسار مشتقات الألبان ومسار المنطقة الحرفية ومسار كفر خل.

يشار إلى أن عدد زوار مدينة جرش الأثرية لشهر نيسان (أبريل) الماضي بلغ 40 ألف زائر من مختلف الجنسيات، منهم 13 ألف زائر أردني.

مقالات ذات صلة