اليابان «تحصّن» أطفالاً سوريين بالمهارات والأمل

تموّل اليابان المرحلة الثانية من برنامج «التعليم للجميع» البالغة قيمته 25.5 مليون دولار الذي تنفذّه مجموعة من منظّمات الأمم المتحدة في سورية.
وسَيُساهِم البرنامج انطلاقاً من مبادرة «لا لضياع جيل» في ضمان وصول أطفال وشباب إلى تعليم عالي الجودة، وبناء المهارات والمشاركة الفعّالة، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها أو المحاصرة.

وقد بدأ تنفيذ البرنامج في أوائل العام الماضي على أن ينجز في أواخر السنة الحالية، وهو أول برنامج مشترك للأمم المتحدة في سورية يجمع 7 منظّمات هي: منظمة الأمم المتحدة للطفولة وبرنامج الأغذية العالمي وصندوق الأمم المتحدة للسكان والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة للاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم.

ويستجيب البرنامج لحاجات غذائية وتعليمية وصحية وأخرى متعلقة بالحماية، من خلال المدارس ومساحات التعلّم غير الرسمي. ويستفيد من خبرة كل من منظّمات الأمم المتحدة المشاركة لخدمة الأطفال ضمن المناطق الجغرافية ذاتها. وفضلاً عن ذلك، ﺳﺗكون هذه اﻟﻣدارس ﻣﻧﺻﺔ ﻟﺑﻧﺎء ﻘدرات اﻟﻣﻌﻟّﻣﯾن وﺑواﺑﺔ تتيح ﻟﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺣﻟﯾﺔ الإفادة من أﻧﺷطﺔ اﻟﺗوﻋﯾﺔ وﺧدﻣﺎت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ الاﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﺿﻼً ﻋن ﻣﺳﺎﻋدة ﮐﺳب اﻟﻌﯾش.

ومن أهم إنجازات المرحلة الأولى من البرنامج: الوصول إلى أكثر من 25 ألفاً من اليافعين والشباب بمجموعة من أنشطة بناء المهارات والتعلّم بما في ذلك التدريب على مهارات الحياة والتدريب المهني وريادة الأعمال، الوصول إلى 6 آلاف طفل بفرص التعليم غير النظامي ودروس التقوية في المراكز المجتمعية لمفوضية اللاجئين، تزويد 20 عيادة صحية مدرسية بالمعدات والمستلزمات الصيدلانية التي يستفيد منها أكثر من 88 ألف من التلامذة والكوادر التعليمية، توزيع الوجبات المدرسية على 340 ألأف طفل في 30 مدرسة، إعادة تأهيل خفيفة لـ40 مدرسة كي توفّر بيئة تعليمية أفضل لحوالى 48500 تلميذ وتلميذ، بما في ذلك تحسين الوصول إلى الأطفال ذوي الحاجات الخاصة.

في حالات الطوارئ التي ينتج عنها تدمير مدارس يكون تعزيز الروابط المجتمعية من العوامل الرئيسة لإستعادة الحياة الطبيعية وإعادة بناء التعليم. ويمكن أن تساعد هذه الروابط المجتمعات على ايجاد مساحات تعلّم آمنة ومناسبة للأطفال أثناء حالات الطوارئ، ويساعد إنشاؤها المجتمعات على التعافي بسرعة من الأزمة.

وفي المرحلة الثانية من البرنامج سيوسّع نطاق العمل إلى مواقع جديدة فضلاً عن تعزيز التعاون بين المنظّمات. كما سيتم التوسّع في مجالات حماية الطفل، خصوصاً ما يتعلّق بالذين يعيشون في الشوارع والمنخرطين في عمالة الأطفال.

ويذكر أن إجمالي الدعم الذي تقدّمه اليابان للأطفال والعائلات في سورية والبلدان المجاورة منذ بداية الأزمة بلغ نحو 2.2 بليون دولار، خصص ثلثها للمستفيدين داخل سورية.

وأوضح جاكوب كيرن، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في سورية، أن «سنوات الأزمة أدّت إلى خروج النظام التعليمي عن مساره، وبالتالي ترك حوالى 1.75 مليون طفل وشاب لمقاعدهم الدراسية. إن برنامج الوجبات المدرسية التابع لبرنامج الأغذية العالمي يعد عنصراً حاسماً في مساعدة الأطفال في سورية على العودة إلى المدارس وضمان حصول كل منهم على التعليم والصحة والتغذية».

وأشار ماسيمو ديانا، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية، إلى أن «التمويل الياباني كان ضروياً في مثل هذه الظروف المحفوفة بالأخطار لإعطاء اليافعين والأمل بمستقبل أكثر إشراقاً. وقد نفّذت حزمة شاملة من البرامج التي تهدف إلى مساعدة الفتيات والفتيان على المحافظة على صحتهم الجنسية والإنجابية إضافة إلى تحصينهم ضد العنف القائم على نوع الجنس».

ولفت ممثل منظمة الأغذية والزراعة، الدكتور آدم ياو، إلى أن «تشجيع المنظمة للحدائق المدرسية في سورية يشكّل أساساً متيناً للتغذية الصحية لتعزيز قدرة الأطفال على التعلمّ والنمو. كما يعدّ نقطة دخول للوصول إلى أُسَر الأطفال ومجتمعاتهم من أجل تعميم استهلاك الطعام الغني بالعناصر المغذية من أجل القضاء على الجوع وسوء التغذية».

ونوّه ممثل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بـ»الدعم السخي والمبتكر الذي تقدّمه اليابان، إذ يوفّر للآف الأطفال السوريين الذين يعيشون في مدن تأثرت بشدة بالأزمة من الوصول إلى مدارسهم واللعب في أحيائهم بأمان. فمن خلال هذا المشروع يمكننا العمل مع المجتمعات المحلية على تنظيف المناطق من الأنقاض والحطام في الشوارع والأرصفة التي يستخدمها الأطفال للوصول إلى مدارسهم وتوفير الإضاءة الشمسية وإصلاح الحدائق العامة والملاعب».

وشدد فــوتوشي مــاتســوموتو، القائم بالأعمال في السفارة اليابانية في سورية، على ضرورة التغلّب على التحديات طويلة المدى «من خلال التعليم خصوصاً، لا سيما أن مستقبل البلاد يعتمد على الأمل الذي يمكن أن يحلم به الأطفال».

مقالات ذات صلة