68 عاما.. وماذا بعد؟! …. سليمان النمر

تكمل اليوم الـ 68 سنة من عمرك وتسأل نفسك “يا صاح وماذا بعد” ؟ 

تستطيع ان تقول انك عشت 68 عاما “بالطول والعرض” كما يقولون . 

 التقيت وتعرفت خلالها مختلف انواع الناس والشخصيات ، من الملك والرئيس الى الامير والغفير . 

سنوات عاصرت خلالها وتابعت معظم احداث عالمنا العربي، حروب ومؤتمرات وانتكاسات وبعض   انتصارات ( في الحقيقة لم يكن هناك اي انتصار عربي بعد انتصار حرب اكتوبر 1973 الذي حوله  

الرئيس انور السادات الى نصف انتصار ) .. سنوات كنت فيها شاهدا على احداث ومؤامرات واكاذيب  العديد من مسؤولينا العرب حكاما ومسؤولين.

عشت سنوات وايام جميلة يا صاح خلال عمرك وزرت خلالها معظم دول العالم (عدا اميركا الجنوبية واستراليا ). 

وأحلى البلاد تلك التي تجد فيها أصدقاء أو صديق تستمتع بصحبته .. وأحلى اللحظات تلك التي تجمعك  بصديق تحبه وتأنس اليه.

ورغم ان تاريخنا العربي خلال سنواتك الثماني والستين كان مزدحما بالتعاسة والخيبة والانكسارات التي سببها لنا بعض حكامنا العرب .. 

 الا ان أتعس اللحظات هي التي تفقد فيها أغلى الناس عندك  (والدك ووالدتك ) او تفقد صديقا تعرفه لا سيما من لديك معه تاريخ مشترك وذكريات . 

لم يبق الان يا صاح من العمر لتعيش بعضا من مغامرات عديدة عشتها في السنوات التي مضت وولت . 

لم يبق لك من عمرك اوقات زهو عشتها وانت تحقق مالم يحققه غيرك من نجاحات . 

لم يبق لك  ببقية هذا العمر سوى ذكريات حلوة وجميلة عشتها مع من تحب ومع اسرتك واولادك 

كنت تعتقد انه لم يبق لك سوى قلمك وخبرة سنين طويلة .. ولكن سادة زمن الخيبة والانكسار واصحاب شعار ” من ليس معنا فهو ضدنا ” من حكام وامراء الطوائف المتقاتلين للفوز برضى الاجنبي ، يضغطون عليك لوقف قلمك عن الكتابة.  

يريدونك ان تستسلم وتكسر قلمك ليجف حبرك ( الذي هو دمك ) لأنك ليس مع أحد ولست ايضا ضد احد ( سوى الخونة والمطبعين والمفرطين بحقوقنا وكرامتنا والمنتهكين لانسانيتنا وعروبتنا ) . 

يضغط عليك هؤلاء لتكسر قلمك وترحل بصمت وبدون ضجيج . 

يضغطون عليك لينشف حبرك وينشف دمك ولا تبقى شاهدا على خراب هذا الوطن من المحيط الى الخليج. 

 فهل تقدر يا صاح ؟؟؟ 

مقالات ذات صلة