ترامب، الذي أحبته اسرائيل

جدعون ليفي... صحيفة هآرتس الإسرائيلية

يوم أسود لإسرائيل: خسر ترامب في الانتخابات. ليس هنالك دولة أخرى على الكرة الأرضية باستثناء الفلبين ونبراسكا، حزنت بهذا القدر على سقوطه.
70 في المئة من الإسرائيليين يدعمون ترامب. في حين أن مواطني غرب أوروبا كرهوه، فإنهم في إسرائيل أعجبوا به وبأغلبية كبيرة. ليس اليمين الإسرائيلي وحده، بل الوسط وجزء من اليسار أيضاً.
يمكن الادعاء بأن هذا يعادل “شكراً” من الإسرائيليين لترامب على نقل السفارة للقدس، وعلى الاعتراف بضم الجولان وإلغاء الاتفاق مع إيران، ونقل السفير الامريكي ديفيد فريدمان مكان سكنه الى المستوطنات.
إسرائيل معجبة بترامب لأنه يجسد قيم الشر والقبح الموجود في إسرائيل، هو أيضاً يشرعنها ويبيّضها من أجلنا. هكذا نحن..!
ترامب يجسد إسرائيل القبيحة والمبتذلة والعدوانية. فلقد كان بإمكانه أن ينتخب بسهولة رئيساً لحكومة اسرائيل: فالابتذال، والفظاظة، والعدوانية، والجهل، والجشع، والأكاذيب، واحتقار الضعفاء والقانون والقضاء ووسائل الإعلام والعلم والحفاظ على البيئة .. كل ذلك يناسبنا كما يناسب القفاز اليد.
من لا يريد رئيس حكومة يتعالى على الجميع، صنع ماله بالاحتيال والجشع؟. من لا يريد رئيس حكومة يستهين بالاستقامة السياسية ويعيدنا للشوفينية الذكورية؟.
من لم يكن يريد بطلاً مثله يستخف بالمؤسسات الدولية، وبمنظمات حقوق الإنسان وبالقانون الدولي، ويخرق الاتفاقات المتوقعة ويستخف بأوروبا وبالقيم اللبيرالية والعالمية؟، بالضبط مثل الأحلام الخفية للعديد من الإسرائيليين. حتى نتنياهو الشديد الشبه بترامب لا يصل إلى هذه الدرجة من تحقيق الأحلام.

انظروا إلينا، انظروا إلى السياسيين في إسرائيل وخاصة اليمين، ألا ترون ترامب؟ الا يتشبهون به؟ اربطوا ما بين “افيغدور ليبرمان”، و”ميري ريجف”، و”اسنات مارك”، و”ميكي زوهر”، و”دافيد امسالم” وستحصلون على ترامب بالعبرية. اربطوا ما بين التنمر، والجهالة والشعبوية، والضحالة وجماهيرها، وستحصلون على الترامبية الإسرائيلية.
أضيفو لذلك الطريقة التي أهان بها الفلسطينيين وتجاهل وجودهم وحقوقهم، بالضبط مثلما هي في نظر معظم الإسرائيليين، وكل ذلك فقط لأنهم ضعفاء.
ترامب حقق حلم إسرائيلي بوقف مساعدة الضعفاء وتحويلها للأقوياء: تحويل المساعدات للأونروا إلى الجيش الإسرائيلي، اي من اللاجئين الفلسطينيين إلى من طردهم.
هذه هي العدالة الترامبية، هذه أيضاً هي العدالة الإسرائيلية. لهذا أحببناه جداً، ولهذا من الخسارة الفادحة ذهابه.

مقالات ذات صلة