” التعليم عن بعد٠٠٠ وفشله الذريع “… زياد الشله

مازالت مقولة ” حتى اشعار اخر المرتبطة بتعليق الدراسة تثير الكثير من القلق والتوتر لمعاناة الطلبة واولياء امورهم متوجسين خوفا مما ستؤول اليه الامور لعدم وضوح الرؤية والدخول بنفق مظلم من ارتفاع الاصابات بكورونا وترسخ مايقال انه غرر بالمواطنين وان تعليق الدوام والتوجه للتعليم عن بعد حتى اشعار اخر قرار متخذ قبل بداية العام الدراسي.

ويعتقد العديد من الاهالي ان هناك تخبطا بالقرارات وتسبب لهم الارباك وكبدتهم خسائر مالية كبيرة بعد تأكيد وزراة التربية والتعليم بداية العام الدراسي ان التعليم وجاهي مما شجعهم لاعادة تسجيل ابناءهم بالمدراس الخاصة ولجوء المدراس الخاصة لاستغلال اولياء الامور وتكبيلهم بالتوقيع على شيكات وكمبيالات بكامل القسط المدرسي وبعقود تشترط الدراسة وفق تعليمات الوزارة ،  مما دفع اولياء الامور للتشكيك بتفاهم الوزراة مع المدراس الخاصة لدفع الرسوم، ومن ثم الاعلان عن تعليق الدراسة والتعلم عن بعد والذي ادى لخسائر مادية كبيرة، اضافة لتكلفة الزي المدرسي والقرطاسية والحقائب والمصاريف الاخرى التي تحملها الاهالي، وشراء اجهزة اللاب توب والآي باد و،الاشتراك بالانترنت وتكلفتها الباهظة، وعدم قدرة آلاف من الاسر من توفير تلك الاجهزة مما يدفعنا للتساؤل كيف سيتم متابعة التعليم لهؤلاء الطلبة ، ومن يستطيع تأمين تلك الأجهزة،. وكذلك كيف لطفل لم يتجاوز السبع سنوات مثلا من متابعة التعليم على الاجهزة.

ان تصريحات المسؤولين غير واضحة واربكت الاهالي نظرا لضبابية مستقبل ابناءهم من الانتقال من التعليم الوجاهي للتعليم عن بعد.

ويبدو ان اصحاب القرار بعيدون كل البعد عن مايعاني منه الأهل وأبناءه ، فالدراسات اثبتت ان إبتعاد الاطفال عن اقرانهم بالمدراس وعدم إختلاطهم باقرانهم بالمدراس منذ نعومة اظفارهم ينعكس سلبيا على نفسياتهم وقتل أحلامهم  بفرص التعلم والمشاركة بعمليةالتعلم واكتساب الخبرات التي تعمل على صقل سخصياتهم  وتحفيز  ابداعاتهم وابتكارتهم وعدم قتلها بسبب عدم وجود تفاعل ومشاركة مابين المدرسين  والأطفال والإبتعاد عن الجو المدرسي.

فالتعليم الوجاهي يساهم في صقل شخصيات الاطفال وبناء احلامهم وبناء إستقلالهم وإعتمادهم على انفسهم باتخاذ القرارات، اضافة لمعاناة وشكاوى الامهات باستنزاف طاقاتهم في سبيل تعليم ابناءهم عن بعد لعدم جدواها وانعدام البنية التحتية في الأردن التي تسهل فعاليتها ، ناهيك عن عدم امتلاك الآلاف لأجهزة اللاب توب لمتابعة التعليم عن بعد والانقطاع المستمر لشبكة الإنترنت.

كل هذا  يدفع الطلبة لإنشاء القروبات بين بعضهم البعض للعب والتسلية، اضافة الى ان معظم المدارس تنتهج ارسال الفيديوهات او تصوير صفحات من المناهج المقررة وبالتالي القاء المسؤولية كاملة على الامهات لمتابعة تعليم ابناءهم حيث تشكو الامهات من تحملهن كامل العبء بالشرح والتعليم والمتابعة وخاصة في حال وجود اكتر من طفلين في البيت.

وتتسائل الأمهات عن  دور المدرسة بالتعليم عن بعد والذي دفع العديد من الامهات العاملات للاستقالة  من اعمالهن الأمر الذي  انعكس سلبيا على الاوضاع الاقتصادية للعائلات، وزاد من أعبائها  الاقتصادية والاجتماعية.

من هنا لابد من اعادة النظر بالقرارت وعودة التعليم الوجاهي لتمكين الاطفال وخاصة بالمرحلة الأساسية من التفاعل والمشاركة الايجابية مع اقرانهم لتعلم الأساسيات وبناء مستقبلهم فالمفارقة الغريبة ان يستمر العمل بالحضانات للأطفال بينما يتم تعليق الدراسة في باقي المراحل الدراسية.

مقالات ذات صلة