القربة المخزوقة والحجر الشامل… د. نسيم أبو خضير

في ظل مواجهة فيروس كورونا وانتشاره السريع في مختلف مناطق المملكة وبأعداد إصابات متزايدة، وفق إجراءات حل جزئية لم تؤدي المطلوب ، ولم تسهم في الحد من أعداد الإصابات ومحاصرة الفيروس الخطير الذي بات يشكل هماً يومياً للجنة الأوبئة والمنظومة الصحية التي تواجه تحدياً حقيقيا في حال تضاعف عدد الحالات وفق مصفوفة هندسية لاسمح الله ، في حين ان عدد المستشفيات ثابت واعداد أسرة العناية الحثيثة تكاد لاتتجاوز بضع المئات .

إن هذا الخطر الداهم الذي يواجه قطاعتنا المختلفة الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي تنعكس على حباة الأفراد الصحية بالدرجة الأولى يستوجب منا إتخاذ قرارات آكثر صعوبة ، وأكثر جدية ، للوصول إلى الأهداف المرجوة في محاصرة هذا الفيروس الخطير.
إن على الحكومة ان تفرغ نفسها، وتتخذ قرارها بحزم لإجراءت لايختلف عليها إثنان في تحقيق الأمن الصحي والأمن المجتمعي.
إن على الحكومة والجهات المعنية إتخاذقرار الحجر الشامل لمدة أسبوعين تفادياً لما هوأعظم في حال إستمرار الارتفاع السريع لأعداد الحالات المصابة بالفايروس.
لاأعلم كيف سيسهم الحظر الجزئي في محاصرة الوباء ، فحجر منطقة لمدة يومين ثم بعد ذلك ينتشرون في طول البلاد وعرضها، ما جدواه ؟ غير انه يعطل الحركة دون الحد من الوباء.
مثلٌ يعلمه الجميع ويردده الكثيرون – لابد من تحمل مرارة العلاج للوصول لحالة الشفاء -.
نعم الحظر الشامل قرار صعب لكن الأصعب أن – تفلت الأمور من أيدينا – لاسمح الله وعندها لاينفع الندم.
أذا كان ثم القربه فاتح ، فما جدوى نلزق الخزوق – الثقوب – . علينا تسكير ثم القربة.
عبارات نرددها ونتخلى عنها الآن :
بدل ماتقول كش إكسر إجرها. – رجلها -.
وجع ساعة ولا وجع كل ساعة.
لنعلن مثلاً :أن حظراً شاملاً سيطبق إعتباراً من 15/10 ليتمكن المواطن من تزويد نفسه بما يحتاج خلال فترة الحظر ، لتفادي الازدحامات على طلب المواد التموينية.
أو أن نقوم بتقسيم البلد إلى ثلاثة أقاليم :
— إقليم الشمال
— إقليم الوسط
— إقليم الجنوب
يتم حضر شامل لإقليم الشمال لمدة أسبوعين ، بعدها يتم فك الحضر عن الإقليم ويخضع للحجر عن بقية الأقاليم.
ثم يتم إجراء ححر شامل لإقليم الجنوب لمدة أسبوعين وبعدها بتم فك الحجر الشامل ويبقى الإقليم في حالة حجر عن الأقاليم الاخرى.
ثم يتم حجر شامل لإقليم الوسط ولمدة أسبوعين، بعدها يتم حجر للإقليم لمدة اسبوعين عن بقية الأقاليم.
ثم يتم تقييم الوضع الصحي لمعرفة جدوى هذه الخطة ، وإعادة تكرارها كل ستة أشهر.
وعلى المواطن دعم جهود الدولة في إلتزامه التعليمات الصحية.
حمى الله الأردن وأهله وقيادته المظفرة من كل شر ومكروه ومتعهم بالصحة والعافية والعمر المديد يارب العالمين.
د. نسيم أبو خضير

مقالات ذات صلة