بين الأمل …والموت هناك أُناسً تضحي من أجل طموحها

سندس الصوالحة

حرير _ بضعة حروف تفصل بين العجز بمعناه المادي، وعكسه، هذه الحروف القليلة تغطيها مفردة، قد يراها البعض في مواقفهم الحياتية المظلمة والمعاندة للأحوال، مرهماً بلا مفعول، أو قرصاً مسكّناً يزيد الألم، ويفتح الجرح على اتساع نزفه، فيأبى على الرتق أو الاندمال، ويضحي فريسة للعطن والعطب، هذه الحروف التي تحتويها مفردة الإرادة فعلت الأعاجيب منذ بداية الخلق، وستظل إذا ما استوعبها أصحاب المحن، وتمازجت مع الدم في العروق، واتخذوها كمصباح ديوجين يكشف لهم الحقيقة .
ساره غرايبه شابه في العمر العشرين لم تَخَلَّق بالجسم السليم على الرغم من ذلك هي ذاتها رساله لِمَ هم أصحاء كاملي الخلقة ، ساره تطوف العالم حتى تصل رسالة لذوي الإحتياجات الخاصة تخبرهم فيها أن الخوف إعاقه والإحباط إعاقه وأنهم ليسوا أقل من البشر وأنهم بالفعل قادرين على أجتياز الصعاب وتقول أن سر ثقتها في نفسها وقدراتها التي أستمدتها من والديها تستطيع الإستمتاع بمباهج الحياة ، وتبتسم للدنيا وتنتظر منها الأفضل .
لطموحها الكبير أرتأت الى البحث عن البرامج التدريبية لتطوير مهاراتها الإعلامية فلجأت الى إذاعة الجامعه لتستفيد من خبرات المتخصصين اللازمة للدخول في سوق العمل بالإضافة لكيفية بناء مشاريع خاصة بها حتى تساهم في خلق فرص عمل جديده .
ساره الأنسانة التي تحظى بشعبية كبيرة بين زملائها في الجامعه الذين يشيدون بأخلاقها الرفيعة في التعامل مع الجميع وتفوقها الدراسي فأنها تشعر بأنها عنصر فعال ومؤثر تلقى كل التعاون من زملائها التي لا تشعر معهم بأنها تعاني أي إعاقة .
الذي يلمس أخلاقها وأبتسامتها التي لا تفارق وجهها وتفاؤلها المستمر قد يصح أن تكون نموذجاً لأمثالها ولنا جميعاً أيضاً .
أصبح لساره الكثير من العلاقات الاجتماعيه من خلال دراستها التي لا تقتصر على ذوي الأحتياجات الخاصة بل من الشرائح كافة الذين يحرصون على سؤالها عن أخبارها وصحتها .

إن مجتمعنا الذي يفتقر الى فهم محدود القدرات من نصفهم ذوي الإحتياجات الخاصه فأننا قد نتخيل أن هؤلاء ليسوا قادرين على القيام بحاجتهم الشخصية فكيف لهم النهوض بأمة بعض أصحاب الإعاقات حققوا بطولات رياضية وقدموا أفكارا عن أبداع حقيقي وأنجزوا الكثير مما لم يقدر عليه غيرهم فأن الإعاقة أعاقة الفكر وليست إعاقة الجسد فإعاقة الفكر والعقل هي التي لا يمكن التغلب عليها