
ستالينغراد وغزة والنازيون القدامى والجدد
محمد عماره العضايلة
مدينتان حاصرتهما الطائرات والمدافع والدبابات لكنهما علمننا ان الهزيمة ليست قدرا وان القوة لا تصنع الكرامة بل الصبر والإصرار ولهذا سيكونا عنوانا للتاريخ والجغرافيا ودروسا للحاضر والمستقبل.
ستالينغراد إحدى أكبر المدن في الاتحاد السوفيتي سابقا روسيا حاليا حاصرتها القوات الألمانية عام ١٩٤٢م وشهدت معارك داميه تكبدت فيها الجيوش السوفايتية و الألمانية خسائر أكثر من مليوني قتيل كما شهدت المدينة دمارا واسعا وحصارا اشبه بما ذاقه أصحاب الكرامة في غزة العزه وكان نتيجة الصمود وتحمل المجاعة النصر وانكسار النازيين واصبحت المدينة عنوانا للانتصار ضد المحتل وعنوانا للتحرير والكرامة.
اما غزة فهي عروس البحر ودرة المدن العربية
والتي صمدت في وجه النازيين الجدد وكأن القتل والدمار مكتوب عليها
غزة عانت وتعاني أكبر واقسى أزمة انسانية في التاريخ
غزة عروس لا يقدر على مهرها الاّ الرجال وهي التي استطاعت ان توقظ الضمير العالمي فهي بحق العنقاء تولد من رحم النار والدمار والابادة وستنبت غزة شجرا جذورها في الأرض وفروعها في السماء.
الفرق ببن الصبر والدمار في المدينتين ان ستالينغراد استمر حصارها ٢٠٠ يوم وخلفها دولة عظمى تسندها بعد محنتها ولكن غزة حصارها والابادة فيها دامت أكثر من ٦٤٠ يوما ومازالت تعاني و ليس لها إلا الله وصمود وصبر أهلها رغم الإعلان عن إيقاف الحرب مازالت غزة تعاني الوجع والجوع والعطش لأن الكيان في وسط الأمة هو الجريمة الكبرى بحق العرب والإنسانية و لأنها أكبر خطأ كوني تواطأ عليها كبار الساسة اللصوص في العالم
غزة تخضب رملها بالدم فكانت ملحمة ابطالها بشر من رجال ونساء واطفال ولهذا سميت غزة العزة
هنا في غزة
يولد المجد من صبر الناس و عزيمة الرجال
وتروى الأرض بدماء الأبرياء
المدينتان ستالينغراد وغزة كتبا التاريخ بدون زيف وتحيز لانه مكتوب بالصبر والدم الذي يعطر الأرض لتنبت دحنونا وحرية وكرامة
او كما قال شاعرنا :
من بحر غزة يطلع الثوار
والموت و الطوفان والاعصار
المجد والخلود للشهداء والنصر والعزة للاحرار



