
مؤتمر حل الدولتين .. خداع يمنح اسرائيل فرصة النجاة تحت عنوان دولة لفلسطين
يحيى بركات " مخرج وكاتب سينمائي – فلسطين "
مشهد طويل… بمؤثرات دخان وخداع:
من يقود الكاميرا؟
لا شيء بريء في هذا التوقيت.
لا مؤتمر يُعقد في نيويورك،
ولا صاروخ يسقط في غزة،
ولا طائرة تُحلّق فوق دير الزور.
كل شيء يتحرك ضمن سيناريو واحد: إبقاء الكيان الاستعماري قائمًا… وتجميل وجهه بالديكور الدولي.
في الوقت الذي يُقصف فيه الأطفال في غزة حتى الموت، وتُدفن العائلات تحت الأنقاض جوعًا قبل أن تموت قصفًا،
تنطلق في الأمم المتحدة قمة “حل الدولتين” برعاية فرنسية–سعودية، تغيب عنها أمريكا وإسرائيل… لكنها تحضر فيها الروح الأمريكية والإملاء الإسرائيلي بكل وضوح.
حين تتكلم باريس… وتصمت واشنطن
قالوا إن فرنسا والسعودية تقودان “صحوة دولية”.
لكن السؤال ليس من يقود المنصة، بل من يمسك بالمايكروفون من خلف الستار.
انسحاب إسرائيل وأمريكا من مفاوضات التهدئة مع حماس يوم 24 تموز/يوليو، لم يكن صدفة.
كان تمهيدًا محسوبًا لتفريغ المؤتمر الدولي من معناه، وإعادة العالم إلى خرافة “المفاوضات العقيمة”.
المطلوب: أن يُعاد تقديم إسرائيل للعالم كدولة سلام… وأن يُعاد تقديم الفلسطيني كإشكال أمني لا كشعب تحت الاحتلال.
المعارك كلها مشتعلة… وهدفها واحد
غزة تُباد.
جنوب لبنان على صفيح ساخن.
اليمن يحترق من الساحل إلى الجبل.
سوريا تُقصف بصمت.
وإيران تُهدَّد بمفاعلاتها.
كل حرب في هذه الخارطة الدامية ليست إلا مشهدًا ضمن مونتاج إقليمي هدفه الوحيد: تثبيت مركزية “إسرائيل” كدولة شرعية محاطة بالفوضى، ومُحاطة بالوحوش.
سوريا خُنقت من داخلها، ثم قُصفت من خارجها، وتم اقتراح إسرائيل كـ”حامية الدروز”، و”صديقة الأكراد”، و”صاحبة اليد النظيفة” التي تضرب فقط ما يهدد أمنها.
الشارع الغربي ليس أعمى… فاحذروا صحوة القتلة
ما تخشاه الحركة الصهيونية ليس المقاومة المسلحة، بل يقظة الضمير الأوروبي، خاصة جيل الشباب.
حين امتلأت شوارع لندن وباريس ونيويورك بلافتات “Stop Arming Israel”، بدأت الغرف المغلقة ترتجف.
فقررت الدولة العميقة أن تُبدّل العدسة…
بدل أن يرى العالم المجازر، تريه مؤتمرات.
بدل أن يسمع عن الإبادة، يسمع عن “حل الدولتين”.
وبدل أن يطالب بمحاكمة القتلة… يُقنعوه بأن الضحية بحاجة إلى ضبط النفس.
منظمة التحرير قُطعت، وحماس محاصرة، ومن الذي سيبني الدولة؟
بين مؤتمر باريس، وصمت واشنطن، وانقسام الفلسطينيين، وسقوط الجغرافيا من تحت الأقدام…
يُعاد إنتاج “أوسلو”
ولكن دون توقيع.
دولة بلا أرض.
حكم بلا سيادة.
ووجود فلسطيني بلا مقومات الوجود.
الواقع كما هو… لا كما يريدون تسويقه
لا سلام.
لا اعتراف.
لا تعويض.
ولا دولة في الأفق…
بل جملة تسويقية دولية تقول: “دعونا نمنح إسرائيل فرصة للنجاة… تحت عنوان دولة فلسطين.”
يحيى بركات
مخرج وكاتب سينمائي – فلسطين
#حل_الدولتين
#الدولة_الفلسطينية_حق
#غزة_تحت_القصف
#فلسطين_قضية_تحرير_لا_إدارة
#لا_للتطبيع_المقنع
#باريس_واشنطن_وتجميل_الاحتلال
#جرائم_إسرائيل
#الصحوة_الزائفة
#مؤتمر_نيويورك
#StopArmingIsrael
#FreePalestine



