6 إشارات بعد بلوغ المونديال

خالد خطاطبة

حرير- يشكل تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى المونديال حدثا تاريخيا لا بد من البناء عليه بشكل فعلي لا شكلي، لضمان استدامة الإنجازات، خاصة أن تأهل منتخب النشامى إلى المونديال يعد أكثر من مجرد حدث رياضي، بل إن مكتسباته تفوق التفاصيل الرياضية، وتقفز إلى قطاعات أخرى ستنهل أيضا من خيرات التأهل.

لن نتحدث في المكتسبات الرياضية والسياحية والاقتصادية والترويجية التي سنحصدها بمجرد تواجد اسم الأردن في المونديال، لأن هذا الحديث سيأتي في وقته المناسب، ولكن ما نتحدث به الآن هو ضرورة استثمار هذا الحدث لتعزيز الإيجابيات التي أسهمت في التأهل، ومعالجة السلبيات التي تسببت في إخفاقات سابقة على مختلف الصعد.

الإشارة الأولى ستكون موجهة إلى الحكومة التي يجب أن تعي جيدا أن تأهل منتخب النشامى إلى المونديال، ربما تفوق آثاره الإيجابية عمل مئات سفارات المملكة في الخارج، وتفوق أيضا فعالية الكثير من الوفود الرسمية، لأن هذا التأهل كفيل بالتعريف بالأردن ومكانته وشعبه وأماكنه السياحية وثرواته وأصالة شعبه والكثير من التفاصيل، الأمر الذي يوجب على الحكومة تقديم دعم مالي أكبر للمنتخب الأول وبقية المنتخبات الوطنية، ومن المستغرب غياب أي رد فعل إيجابي من جانب الحكومة بهذا الشأن حتى الآن.

الإشارة الثانية موجهة إلى القطاع الخاص الذي احتجب أغلبه عن مشهد التأهل، ولم يبادر بإطلاق مبادرات إيجابية تدعم المنتخب وتحفزه، رغم أن قطاعنا الخاص زاخر بالمشاريع الناجحة التي تحتم عليه الاستثمار في المنتخب الوطني.

الإشارة الثالثة موجهة إلى اتحاد الكرة، بضرورة وضع استراتيجيات ثابتة طويلة الأمد، مبنية على الشراكة الحقيقية والفعلية مع منظومة الكرة الأردنية، خاصة الأندية التي تعد شريكا في تحقيق إنجاز التأهل إلى المونديال.

كما أن اتحاد الكرة مطالب بتعبيد طرق الحوار الحقيقي مع الأندية، لبناء ثقة متبادلة مبنية على الاحترام المتبادل، من أجل بناء قواعد أكثر ثباتا للكرة الأردنية التي دخلت العالمية، وتحتاج لسياسات جديدة ترتقي لمستوى الإنجاز، مع الإشارة أيضا إلى ضرورة الاستفادة من الخبرات الأردنية الكثيرة، والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم.

الإشارة الرابعة إلى اتحاد الكرة أيضا، تتمثل بضرورة تنظيم مسابقات الموسم المقبل وطبيعة تعليماته، بما يخدم المصلحة العامة، وخاصة المنتخب الوطني الذي يحتاج إلى تفرغ أكبر، وهذا لن يتأتى إلا بتعاون الأندية التي لا نعتقد أنها ستتوقف عن تقديم التضحيات لصالح منتخب النشامى.

الإشارة الخامسة إلى الحكومة والقطاع الخاص معا، من أجل المساعدة في تشييد بنية تحتية مقبولة، تليق بمنتخب عالمي، فلا يعقل أن ينبهر لاعبونا بملاعب عالمية في مختلف الدول، فيما هم يلعبون على ملاعب مهترئة من الترتان الصناعي القاتل للمواهب والطاقات.

أما الإشارة السادسة فهي إلى الأندية، بضرورة مواكبة إنجازات منتخب النشامى، من خلال التوجه نحو التطوير الذاتي، وعدم الاعتماد على إيرادات اتحاد الكرة، فالتسويق والخصخصة والرعاية والشركات، طرق من الممكن على الأندية سلوكها.

نتفق ونختلف في الآراء والطروحات، ولكن الهدف واحد.. رفعة الأردن وتألقه في مختلف المحافل.. الأردن أولا.

مقالات ذات صلة