نسوان

بلال حسن التل

لايكفي ان نتسمر أمام شاشات الفضائيات، لنتابع مايجري لأهلنا في قطاع غزة، ثم نعلن عن تضامننا معهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فالمطلوب أكثر من ذلك بكثير، وأوله ان نعرف أسرار صبرهم و صمودهم وقدرتهم على التحمل، والتضحية وصولا إلى قدرتهم على هزيمة رابع جيش في العالم من حيث العدد والعتاد.مثلما هزموا معه كل رعاته وداعميه.

ان من أسباب ذلك كله عندي، هو المرأة الغزية، فقد كنت اتابع بعين المراقب المتفحص مظهر وسلوك الغزيات، خاصة الأسيرات اللواتي تم تحريريهن، فوجدت ان معظمهن متعلمات جامعيات، اي انهن بنات العصر من حيث العلوم، لكنني لاحظت ان غالبيتهن الساحقة محجبات، وبالتدقيق والاستماع لما يقلنه، تجد ان حجابهن ليس مجرد مظهر، أو مراعاة للعادات والتقاليد، يدلك على ذلك سلوكهن وكلامهن، المشحون بايات القرآن وأحاديث رسول الله، ومعاني الصبر والجهاد و المرابطة، اي انهن نساء عقيدة هي عقيدة الأمة ودينها، وثقافتها وحضارتها، لذلك فان هؤلاء هن النساء هن اللواتي ربينا جيل كتائب القسام،وصرنا مجاهدات بالسلاح مع آبائهن واخوانهن وازواجهن وأبنائهن، و هن صانعات مجتمع الصمود والتضحية.

ونساء غزة وهن يربين جيل الجهاد والنصر، حققنا ماهو أكثر من المساواة بين الرجل والمرأة، فقد اثبت المرأة الغزية أن المرأة هي التي تربي الرجل وتعده، وقد فعلت نساء غزة ذلك ليس من خلال قضاء اوقاتهن في قاعات فنادق الخمسة نجوم يلكن كلمات ممجوجة حول حقوق المرأة وتمكينها، فنساء غزة لم يُسلمن  عقولهن لمنظمات التمويل الأجنبي، لتمسخ عقولهن وقناعتهن، وتحولهن إلى مجرد أدوات تردد مايلقن لهن .

لكن نساء غزة اخترن الانتماء إلى دينهن وحضارة امتهن فصنعن جيلا يخاف منه الاعداء، فلنتعلم منهن.

مقالات ذات صلة