حوارية لمركز القدس في مأدبا: انتخابات 2024.. حفز المشاركة السياسية ومغادرة العزوف

**الفنان زهير النوباني: المواطن شريك في العملية السياسية وعليه مسؤوليه في تطوير دور البرلمان التشريعي الرقابي من خلال اختيار النائب الأفضل
** غيشان: للانتخابات وظيفية أساسية في توسيع المشاركة الشعبية وتجديد النخب السياسية
أهالي مأدبا يشددون على أهمية محاربة المال الفاسد في العملية الانتخابية ومحاسبة مستخدميه، ويرون أن البعد العشائري لا يزال يتحكم في توجهات الناخبين التصويتية في ظل ضعف الحياة الحزبية

حرير – نظم مركز القدس للدراسات السياسية اليوم السبت 15 حزيران/ يوينو 2024 حواريةً في بلدية مآدبا بعنوان: انتخابات 2024.. حفز المشاركة السياسية ومغادرة العزوف، تحدث فيها الفنان زهير النوباني، والكاتب الصحفي نبيل غيشان، كما قدم رئيس بلدية مأدبا الكبرى الأستاذ عارف الرواجيح كلمةً رحب فيها بالمشاركين.
النوباني في كلمته أكد على دور المواطن في المشاركة في العملية السياسية بشكلٍ واعٍ عبر المشاركة في الانتخابات، التي تعد حقاً دستورياً له، كما أشار إلى أهمية ودور التعليم بمراحله المختلفة في رفع الوعي السياسي للأجيال المتعاقبة وتحقيق التنشئة السياسية التي تساهم في رفع معدلات المشاركة السياسية في الانتخابات، كما طرح النوباني مجموعةً من التساؤلات التي تلعب دوراً في اتخاذ قرار المشاركة من عدمه ومن هذه الأسئلة من المسؤول عن اختيار النائب المناسب ولماذا لا يشارك المواطنين في عملية الاختيار.
من جهةٍ أخرى أكد النوباني على وجود خللٍ في إدارة الموارد والطاقات البشرية منوهاً أن معالجة هذا الخلل تبدأ من مجلس النواب لكونه المسؤول على الدور الرقابي على مؤسسات السلطة التنفيذية، كما أنه المسؤول على إقرار القوانين،ودعا النوباني المواطنين إلى البدء بأنفسهم لإصلاح الاختلالات في إدارة مؤسسات الدولة عبر اختيار النائب الجيد.
من جانبه تطرق الكاتب الصحفي نبيل غيشان في مداخلته إلى توضيح وظيفة الانتخابات والتي تتمثل بتوسيع قاعدة المشاركة في عملية صنع القرار، منوهاً إلى أن أسباب العزوف عن المشاركة في الانتخابات تتمثل في عدم الثقة بنتائج الانتخابات، وكذلك في إدارة العملية الانتخابية داعياً إلى ضرورة مواجهة مظاهر شراء الأصوات وإتخاذ الخطوات التي تكفل محاسبة مرتكبي الجرائم الانتخابية ومها شراء الذمم أمام القضاء،وأضاف غيشان أن عدم محاسبة من يقومون بشراء الأصوات يعد إساءة للدستور والنظام السياسي الأردني مؤكداً على قُدسية صناديق الاقتراع وأهمية الحفاظ وترسيخ هذه القُدسية منوهاً أن الاستحقاق الدستوري حقٌ ويجب الحفاظ في توقيته.
كذلك تطرق غيشان إلى دور الإعلام مُشيراً إلى تراجعه في مجالات التوعية السياسية داعياً إلى تطوير دوره في هذا المجال نظراً لما تعانيه مؤسسات الإعلام من ضعف في أدوارها في هذا الجانب، وضعف بقية المؤسسات بما في ذلك الهيئة المستقلة للانتخاب، واختتم غيشان حديثه بالتأكيد على أهمية وجود المعارضة في النظام السياسي وأنها ضرورية للرقابة على أداء السلطة التنفيذية.
رئيس بلدية مأدبا الأستاذ عارف لرواجيح رحب في كلمته بالمشاركين مؤكداً على أهمية مشاركة المواطنين في عملية التحديث مُذكراً في مداخلته بخطاب جلالة الملك في حفل اليوبيل الفضي والذي أكد فيه على ضرورة تحمل المواطن لمسؤولياته في مسيرة الإصلاح والتحديث.
وأكد الرواجيح على أن المشاركة الفاعلة في الانتخابات هي الطريق التي تجعل المجالس النيابية قادرة على القيام بأدوارها في تمثيل الشعب، مؤكداً على أهمية المشاركة الحزبية في المرحلة القادمة مع تخصيص 41 مقعداً للأحزاب السياسية على القائمة الوطنية، منوهاً لضرورة متابع مختلف الظواهر المرافقة للعملية الانتخابية.
مداخلات المشاركين وتعقيباتهم ركزت على أثر العمل العشائري والعائلي في توجيه السلوك الانتخابي للمواطنين، حيث أشاروا إلى أن الإقبال على المشاركة يأتي في غالبيته استرضاءً للعشيرة أو العائلة مؤكدين على أن هذا العامل يؤثر بشكلٍ كبير على إرادة النساء.
من جهةٍ أخرى أشار المشاركون إلى أن تراجع الحريات العامة وخاصة حرية التعبير يؤثر سلباً على مواقفهم وقناعاتهم بجدوى وأهمية المشاركة.
من المظاهر التي طرق اليها الحضور ما أسموه الخلل في الإدارة والمتمثل بوجود الخطط والاستراتيجيات على الورق دون تطبيق وكذلك عدم اعتماد معايير الكفاءة وتغليب العلاقات الشخصية عند اختيار المناصب القيادية مما يؤثر في مستويات الثقة بين المواطن والمسؤول.
وكانت المديرة التنفيذية هالة سالم في مركز القدس للدراسات قد تولت إدارة أعمال الحوارية وافتتاحها حيث أشارت في كلمتها إلى وجود تراجعٍ في المعدل العام للمشاركة في الانتخابات، نتيجة وجود ضعفٍ في الاقتراع في عدد من الدوائر والمناطق وفق ما أشارت الهيئة المستقلة في الانتخابات النيابية الأخيرة، منوهةً إلى أن مدينة مادبا واحدة من الدوائر التي تشهد مناطق عدة فيها ضعفاً في الإقبال على صناديق الاقتراع وأكدت سالم بأن هذه الحوارية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في محافظة مأدبا سعياً لحفز المشاركة ومغادرة العزوف حيث تأتي هذه الحواريات في إطار حملةٍ وطنية أطلقها المركز منتصف العام 2023 بهدف تشجيع الإقبال على المشاركة في الانتخابات.
وأكدت سالم على أن الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع يعد أحد الأدوات الناجعة في محاربة مظاهر شراء الأصوات مشددةً على أهمية تنشيط دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في مأدبا للوصول الى جمهور المواطنين في كافة مواقعهم دون إقصاءٍ أو تمييز لتحفيزهم على المشاركة الكثيفة في الانتخابات.

مقالات ذات صلة