اقبال ضئيل على الاضاحي بالأردن يعود الى ارتفاع الأسعار وحرب غزة

حرير- تشهد أسواق الأضاحي في الأردن هذا العام إقبالا محدودا؛ بسبب التداعيات الإنسانية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بالإضافة إلى الارتفاع الملحوظ في الأسعار الذي يرجعه التجار إلى فتح باب التصدير.

وقال تجار مواش ، إن “هناك تراجعا ملحوظا للإقبال على شراء الأضاحي من المواطنين مقارنة بالأعوام الماضية”. وأوضح التجار ومواطنون أن “الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء استمرار الحرب لشهرها التاسع، انعكست سلبا على رغبة الناس في شراء الأضاحي وممارسة طقوس العيد”. ارتفاع الأسعار تاجر الأغنام عمر الرنتيسي (49 عاما) الذي يمارس مهنته منذ 22 عاما، قال إن “أسعار الأضاحي لهذا العام مرتفعة جدا مقارنة بالعام الماضي، حيث يتراوح سعر الخروف الروماني بين 180 دينارا – 250 دينارا”. (الدينار الأردني يعادل 1.4 دولار أمريكي).

“أسعار الأغنام البلدية تتراوح بين 220 -300 دينار، حيث وصلت قيمة الزيادة بنحو 25 دينارا”. وأرجع الرنتيسي سبب الارتفاع إلى “تصدير الأغنام البلدية إلى خارج البلاد فضلا عن نقص توفر الأغنام الرومانية عما يحتاجه السوق”.

بدوره، يقول فيما التاجر محمد التعمري (33 عاماً)، للأناضول، إن “أسعار الأضاحي ارتفعت بشكل كبير جراء تصديرها للخارج”. ويضيف: “الإقبال ما زال ضعيفا، لكن نتوقع ارتفاعه خلال أيام العيد”. ويتفق التاجر سليمان نصار (30 عاما) وهو مسمّن للأغنام، مع سابقيه، قائلا إن “حالة الغلاء واضحة وخاصة على فيما يتعلق بأسعار الخروف البلدي؛ بسبب فتح باب التصدير”. وكان وزير الزراعة الأردني خالد الحنيفات، قال في تصريحات صحفية: “إن أسعار الخراف المحلية والمستوردة ستكون خلال عيد الأضحى بنفس معدل سعر العام الماضي، بواقع 200- 250 دينارا للمحلي، و160- 220 دينارا للمستورد” .

وأوضح أن “550 – 600 ألف رأس ماشية جاهز للعيد، علما بأن احتياجات السوق تصل إلى نحو 250-350 ألفا؛ ما يعني “ضعف الكمية المطلوبة للسوق”، وفق قوله. وأشار إلى أنه “تم استيراد قرابة 600 ألف رأس خلال الفترة منذ بداية عام 2024”. حرب غزة تاجر الأغنام محمود خليل (35 عاماً)، قال إن “الإقبال هذا العام يشهد تراجعا مقارنة بالعام الماضي”.

وتساءل مستنكرا: “من يرغب بذبح الأضاحي لهذا العام وسط ما يجري في قطاع غزة؟!”. وأشار إلى انعكاس ارتفاع أسعار المواشي بنحو 50 دينارا، على نسبة إقبال المواطنين على الشراء. وأما المواطن علي فراس (23 عاما)، أرجع ضعف الحركة في سوق الأضاحي إلى التداعيات الإنسانية لحرب غزة. وقال: “المواطنون متأثرون بما تشهده غزة، بل العالم بأجمعه متأثر”.

وألقت الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة بتداعياتها على جميع مناحي الحياة بالأردن، خاصة الأوضاع النفسية للمواطنين، لا سيما مع مشاهد القتل والدمار التي يتعرض لها. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود. وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

مقالات ذات صلة